• الرئيسية
  • تقارير
    • تقارير دورية
    • تقارير مواضيعية
    • شكاوى وإبلاغات
    • إحاطات
  • دراسات
    • دراسات حالة
    • دراسات تحليلية
    • دراسات قانونية
  • مرئيات
    • فيديو
    • صور
    • إنفوغرافيك
  • إبلاغات
  • أنشطة
  • من نحن
  • English
No Result
View All Result
منظمة إنسايت  |  ‏    ‎Insight organization‎‏
  • الرئيسية
  • تقارير
    • تقارير دورية
    • تقارير مواضيعية
    • شكاوى وإبلاغات
    • إحاطات
  • دراسات
    • دراسات حالة
    • دراسات تحليلية
    • دراسات قانونية
  • مرئيات
    • فيديو
    • صور
    • إنفوغرافيك
  • إبلاغات
  • أنشطة
  • من نحن
  • English
No Result
View All Result
منظمة إنسايت  |  ‏    ‎Insight organization‎‏
No Result
View All Result

ضغوط وابتزاز.. لا تخلو منها برامج إعادة العراقيات من الهول

نوفمبر 27, 2024
مقدمة:

تواجه نساء من العائلات العراقية في مخيم الهول شمال شرقي سوريا، ما يعتقدن أنه ابتزاز يعرقل عودتهن مع أطفالهن إلى المناطق الأصلية لهم/ لهن في العراق، بسبب غياب الحوار الشفاف معهن وتعرضهن لتهديدات وابتزاز من الأقارب والمتنفذين في تلك المناطق.

ورغم أن العراق هو الدولة الوحيدة التي تطمح لإعادة جميع رعاياه في المخيم، وتمضي قُدُماً في محاولات تحقيق ذلك، إلا أن بعض الممارسات والمواقف التي تعرضت لها النساء العراقيات تمثّل انتهاكات لحقوقهن أثناء تنفيذ البرامج الساعية لمعالجة الملفات الأمنية والإنسانية المتعلقة بالعائدين/ العائدات من الهول.

وأجرت إنسايت بغرض إعداد هذا التقرير 7 مقابلات مباشرة مع نساء عراقيات ما زلن في مخيم الهول، وتلقّت ردوداً صوتية من 16 امرأة عراقية في المخيم على أسئلة طرحناها، بالإضافة لآراء سابقة لأكثر من 10 نساء أخريات تم استخدامها من أرشيفنا لعلاقتها بالموضوع نفسه.

وانطلاقاً من مبدأ عدم الإضرار، تم استبدال الأسماء الحقيقية للشاهدات بأسماء مستعارة، بينما تم الاستعاضة بأسماء المتهمين بعبارات دالة تتوافق مع الغرض من التقرير مثل “رجل من العشيرة” أو متنفّذ في الحكومة” أو شخص من الأقارب”.

وتزعم الشاهدات في هذا التقرير تعرضهن لضغوطات وابتزاز من متنفذي العشائر والمسؤولين المحليين في مناطقهن الأصلية مقابل الموافقة على إعادتهن، رغم اعتقادهن أنهن وأطفالهن كانوا ضحية للصراعات في المنطقة.

وتلفت إنسايت إلى أنها حصلت على آراء إيجابية أيضاً تجاه الجهود المبذولة لإعادة الرعايا العراقيين من الهول إلى بلادهم، لا سيما النساء والأطفال الذين عانوا الضعف في العيش والحماية ضمن مجتمع الهول، ولم يتم عرضها بهدف التركيز على الموضوع الأساسي للتقرير.

ويحتوي موضوع تقييم درجة خطورة العائلات، التي قد يكون أحد أفرادها قد انخرط في فترات سابقة مع تنظيم “داعش”، على ملفات شائكة أمنية وإنسانية ومجتمعية، لا سيما في العراق وسوريا اللتين ارتكب فيها التنظيم جرائم بحق فئات واسعة.

وترفض غالبية الدول استعادة أفراد العائلات الأجانب من الهول بسبب تصور ارتباطها بالتنظيم أو التشبّع بأفكاره المتشددة، لا سيما الأفراد البالغون ممن أمضوا سنوات في مجتمع المخيم، وذلك رغم النداءات التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية والحكومة العراقية والتحالف الدولي لمحاربة “داعش” حول ضرورة تفكيك المخيم عبر استعادة الدول لرعاياها.


المخيم الأخطر

ويعود تاريخ إنشاء مخيم الهول بالتنسيق بين المفوضية السامية للاجئين والحكومة السورية إلى العام 1991 لإيواء اللاجئين العراقيين بعد حرب الخليج الثانية، ثم أعيد فتحه عام 2003 حتى العام 2010 لإيواء اللاجئين العراقيين أيضاً.

وعام 2015، طردت قوات سوريا الديمقراطية مسلحي تنظيم “داعش” من مساحات من المنطقة وسيطرت على بلدة الهول، وأعادت الأمم المتحدة افتتاح المخيم لإيواء الفارين من معارك الجيش العراقي وقوات التحالف الدولي ضد “داعش” في الموصل.

وعام 2019، أنهت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي لمحاربة “داعش” سيطرة التنظيم الجغرافية في آخر معاقله في الباغوز بريف دير الزور حيث حاصرت آخر من تبقى من العناصر وعائلاتهم.

واقتادت القوات المدعومة من التحالف الدولي عناصر التنظيم والمتهمين بالقتال معه إلى مراكز احتجاز، فيما تم إيواء عشرات الآلاف من أفراد العائلات ضمن مخيم الهول شرق مدينة الحسكة، إذ يشتبه أن أفراداً لتلك العائلات انضموا لتنظيم “داعش” أو تعاملوا مع مسلحيه.

وأشارت التقديرات إلى وصول عدد سكان مخيم الهول نهاية آذار/ مارس عام 2019 إلى 74000 نسمة، كان بينهم ما يقارب 12000 طفل وامرأة من أكثر من 60 دولة، بينما ينحدر الباقون من مناطق سورية وعراقية.

وطوال الأعوام الخمسة الماضية، تكررت التحذيرات من المجتمع الجديد في المساحات الواسعة في مخيم الهول، حيث الفكر المتشدد لتنظيم “داعش” وممارسة البعض للقمع والتهديد والاستعباد، حتى وُصف المخيم بدويلة الهول أو القنبلة الموقوتة أو أخطر مخيم في العالم.

وتتركز المخاوف من استمرار تنظيم “داعش” في نشر أفكاره في المخيم، وتنشئة جيل جديد من الأطفال الذين يتأثرون بما يتم تلقينهم باستمرار هناك.

وتعددت البرامج التي نفذتها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بدعم من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتأهيل أطفال ويافعين من عائلات عناصر التنظيم في مراكز متخصصة، كما جرى نقل بعض العائلات إلى مخيم “روج” بريف ديريك أقصى شمال شرقي سوريا.

ومنذ العام 2021، بدأ العراق باستعادة عائلات عراقية من مخيم الهول، ثم افتتح مركز التأهيل المجتمعي في مخيم الجدعة على الجانب العراقي، بمشاركة 11 منظمة دولية.

ويعمل المركز على إعادة تأهيل الأفراد العائدة ودعم عودتها لمناطقها الأصلية عن طريق وجهاء ومسؤولين محليين.

وأكدت الحكومة العراقية، في بيانات وتصريحات متكررة، على التزامها بقرار إرجاع كل العراقيين والعراقيات الموجودين في مخيم الهول وإعادة تأهيلهم ودمجهم داخل المجتمع وأطلقت مشاريع وخططاً للمضي قدماً في مسار استعادتهم.

وشهد مخيم الهول خلال خمسة أعوام انخفاضاً في عدد السكان بنسبة 42 %، بحسب التحالف الدولي لمحاربة “داعش”.

وخلال النصف الأول من العام الحالي 2024، أسفرت رحلات الخروج الجماعية من مخيم الهول، شمال شرقي سوريا، تجاه المناطق السورية والعراقية لاتباع برامج إعادة اندماج مع المجتمعات الأصلية وتسليم أفراد من جنسيات أجنبية لوفود حكومية من دولهم إلى خروج 4281 فرداً، غالبيتهم نساء وأطفال.

وكان الهول، نهاية العام الماضي 2023، يضم 21633 عراقياً وعراقية من بين 45355 فرداً، وانخفض عددهم نهاية حزيران/ يونيو 2024 إلى 18160 عراقياً وعراقية 41074 نسمة.

وتقول السلطات العراقية إنها تدقق في ملفات العائدين، وتحاكم كل من تورط في جرائم التنظيم، بينما يتم تأهيل الباقين للعودة إلى مجتمعاتهم.

وتعتبر أن التنسيق مع السلطات المحلية ووجهاء العشائر وقادة المجتمعات، هو ضمان لاندماج آمن للعائدين والعائدات.

لكن الأحداث المتعلقة بملف الهول المعقد دفع المجتمعات المحلية أحياناً لوصم كل من خرج من مخيم الهول بالانتماء لتنظيم “داعش”، بما فيهم الأطفال ومن فروا أساساً من ممارسات التنظيم، وذلك في سعي الضحايا والمتضررين وذويهم لمحاسبة الجناة وتحقيق العدالة.

وتعرض الجهات الرسمية في الحكومة العراقية والتحالف الدولي قصص نجاح، خصوصاً لنساء عدن إلى مجتمعاتهن مع مشاريع اقتصادية صغيرة وأسّسن لبداية جديدة لحياتهن وأطفالهن، لكن النساء اللاتي قابلناهن ما زلن في المخيم ويتحدثن عن رؤية غير واضحة تجاه العودة مع محاولات ابتزازهن، ما يثير الكثير من المخاوف حيال مصيرهن إذا ما عدن للعراق.


زواج قسري مقابل العودة

أفادت شاهدات بعرض شروط متعلقة بحياتهن الشخصية عليهن مقابل الموافقة على عودتهن للعراق واسترداد منازلهن، من بينها الموافقة على الزواج من شخص محدد، أو عدم الزواج مطلقاً، أو شرط الطلاق من زوج معتقل أو مختفٍ.

وتأتي المزاعم هذه بعد أن بعثت الرحلات من الهول إلى العراق، آمالاً في نفوس نساء كثيرات لتجاوز الحرب وآثارها، من بينهن “أم حسن” التي شعرت ببعض الأمان بمجرد سماعها أن العراق يريد استعادة رعاياه.

لكنها ترى أن عقبات العودة وتحدياتها تواجه نحو 80 % من العائلات العراقية في الهول حالياً، تلك التي تضم أطفالاً ونساءً فقط، دون أزواج وآباء وأشقاء.

حاولت “أم حسن” التواصل أكثر مع أقاربها في العراق لتسريع خروجها، وظنت أن ذلك قد يكون ممكناً كونها أرملة وليس معها سوى ابنها الوحيد الطفل.

لكن المرأة تعرضت لابتزاز لم تتوقعه، إذ عرض الرجل (من أقاربها) الزواج منها مقابل مساعدتها في العودة، زاعماً أنه يمتلك من النفوذ ما سيخرج المرأة من مخيم الجدعة خلال مدة أقل من أسبوع إذا وافقت على الزواج.

ولا تدري المرأة هل تعرضت للابتزاز لكونها امرأة يراها البعض ضعيفة، أم أن “الزواج” هو إحدى الطرق الأمنية المتبعة لدى الجهات العشائرية لضمان قطع اتصال محتمل بين الخارجات من الهول وتنظيم “داعش”، لكنه يبقى في الحالتين زواجاً قسرياً لا يمكن قبوله من وجهة نظرها.

تستدرك “أم حسن”: “أنا لست ضد فكرة الزواج بالمطلق، لكن الهاجس المؤلم أنه إذا هذا الشخص من الأقارب ويساومني بهذه الطريقة، فكيف سيكون تعامل الغرباء معنا بعد العودة؟”.

وقطعت العشيرة التي تنحدر منها المرأة الاتصال مع عائلتها منذ العام 2017، “رغم علمهم بأن أمي امرأة مسنّة ومريضة، وأن أخواتي البنات كلهن مثلي بلا أزواج ولا أب ولا أشقاء ذكور ولا أي معيل آخر”.

تصف “أم حسن” ما واجهته أثناء متابعة معاملة العودة للعراق بـ”غربة وضِيق ومأزق كبير”.

وتضيف: “حتى لو عدنا للعراق، منزلنا تم تفجيره، والأرض الزراعية صارت بيد العشيرة، يأخذون الإنتاج كله ولا مرة عرضوا علينا حصة من المواسم”.

ورغم كل هذه المخاوف والتحديات، تقول المرأة إنها مستعدة للعودة والاندماج هي وطفلها في مجتمعها الأصلي، إذا ما دعمتها الحكومة العراقية والمنظمات الإنسانية، لأنها ستحتاج تدخلها في حال تعرضت لرفض من المجتمع المحلي، أو مضايقات من منطلق كونها امرأة.

وقالت امرأة أخرى إنه تمّ تخييرها بين الطلاق من زوجها المسجون وعدم الزواج بعد ذلك أو فرض قيود صارمة بعد عودتها للعراق، كتسجيل الحضور اليومي أو الأسبوعي في مركز أمني.

وتعتبر المرأة أن من يفرضون هذه الشروط لعودتها مع بناتها ومن وجهوا تهديدات لها في حال عودتها، بأنهم “ما يخافون الله”.

وتزعم أنها لا تطلب سوى مسكن تعيش فيه مع بناتها، مستغربة من طلب غير رسمي بالتبرّؤ من شقيق “مات ونال جزاءه”.

ويبدو أن بعض المعارف في المجتمع الأصلي يوحون للنساء اللواتي لا زلن في مخيم الهول باشتراطات لا يفرضها القانون العراقي حقيقة، بل ربما بسبب الجهل بتدابير العودة أو تقصّد إخافة الراغبات في العودة لأسباب شخصية واجتماعية.

 

قيود تفرضها التقاليد

وتدعم الأعراف العشائرية بعض القيود التي تُفرض على زواج النساء عموماً، ما يجعل العائدات ضعيفات جداً للمطالبة بحقوقهن، كونهن نساء  أولاً، ويُنظر لهن كعائلات تنظيم “داعش” ثانياً، ومنتميات لمنطقة تسود فيها القواعد العشائرية التي يقرر الرجال فيها زواجها من عدمه ثالثاً.

وتعتقد امرأة أن غالبية المشكلات والضغوط تأتي عليهن لأنهن نساء، صرنا نخاف خاصة من الأقارب المسؤولين ممن لديهم مناصب في الحكومة”.

تقول إن شخصاً في العشيرة قرر ألا تتزوج، ويهدد بإلحاق الضرر بأي شخص يتزوجني، “يقول اللي يتزوجج يحسب الله ما خلقو”، وهو إشارة لتهديد بالاعتداء حد القتل.

وتضيف: “ينظر البعض للعراقيات في مخيم الهول على أنهن نجون من الحرب ويعشن حياتهن، وها هن سعيدات بفرصة الخروج من الهول، لكن كل واحدة منا في داخلها غصة، المشاكل بصراحة كثيرة”.

وتتفق مع أم حسن على الرغبة في الخروج في كل الأحوال، ” عسى خيراً، قد تقف المنظمات الإنسانية معنا هناك،

المشاكل بصراحة كثيرة”.

ورغم وجود نماذج عن نساء نجحن في تأمين عمل ومسكن وخدمات بأمان بعد عودتهن للعراق، تؤثر قصص عائدات أخريات حين تبلغ أخبارهن مسامع عراقيات ما زلن في الهول.

تقول “أم حسن”: “أعرف امرأة كانت لديها خمسة بنات ولا أولاد ذكور لها، عادت بعد توسط أحد المتنفذين في الحكومة، لكنها اضطرت لتزويج ابنتها القاصر (17 عاماً) لشخص يبلغ 60 عاماً”.

وتعطي الأعراف العائلية والعشائرية سلطة للرجال على النساء وتقرير مصيرهن لا سيما ما يتعلق بالزواج والعمل، وتشتد وطأة هذه التقاليد مع عدم وجود أقارب ذكور من الدرجة الأولى كالأب والأشقاء والزوج.

وتشعر نساء كثيرات في الهول أنهن أصبحن فرائس ضعيفة وسهلة لتحكم رجال العشيرة، ويشعرن بغبنٍ مضاعف إذا كانت لهن وأسرهن خلافات قديمة مع هؤلاء الرجال الذين يُحتمل أن يصبحوا وسطاء لعودتهن للعراق.

لكن شريحة أخرى من النساء لم يتمكنّ حتى من إيجاد هؤلاء الرجال من العشيرة وأبناء العمومة لدفع مسألة عودتهن، ما جعلهن يشعرن بالضعف أكثر من الجميع.

تقول امرأة مطلقة إنه ليس لديها من تعتمد عليه للتوسط لدى العشائر أو الحكومة وإنها لا تدري لماذا لا يدرج اسمها في قوائم الرحلات المقررة رغم أنها من أوائل المسجلين عند إعلان تسيير الرحلات إلى العراق.

وخديجة (اسم مستعار)، هي امرأة مطلقة يرفض زوجها السابق إعطاءها أي وثيقة تثبت طلاقها، ورغم محاولاتها المتكررة لم تتمكن من الوصول للجان القادمة من العراق لشرح معاناتها لهم.

تقول إنها عالقة في المخيم منذ العام 2017، ولم تستلم موالفقة على الخروج رغم تسجيل اسمها قبل 3 أعوام.

وتضيف باكية: “عندي 7 أفراد في العائلة ولا معيل لنا، أنا ضعت في هذا المخيم، ولا أحد يسأل عني”.

ورغم وجود منظمات عاملة في المخيم، من بينها منظمة دولية تقدم استشارات قانونية، تبدو المرأة محبطة في مأزق عدم موافقة طليقها على استكمال وثائق الطلاق رسمياً.

 

معلومات لا تمتلكها

وتزعم نساء عراقيات في الهول أنهن لا تمتلكن المعلومات الأمنية المطلوبة منهن، وأن هذا يدفع نساء أخريات لتقديم معلومات خاطئة قد تتسبب بظهور المزيد من العداوات في المجتمع.

وتقول زينب، وهو اسم مستعار لامرأة عراقية في الهول، إنها حصلت على رقم أحد أعضاء اللجنة القادمة من العراق لتسجيل أسماء من سيتم ترحيلهم لمخيم الجدعة، بهدف تسريع خروجها بسبب الوضع الصحي لوالدتها وحاجتها لرعاية طبية.

ووافق عضو اللجنة على مساعدتها بشرط أن تذكر له معلومات تتعلق بأشخاص انضموا لتنظيم “داعش” وشاركوا في المعارك ضد القوات الأمنية.

“قلت له: أخي ما تطلبه مني صعب جداً، أنا امرأة، رأيت من أكل مع مسلحي “داعش”، من كان يجلس معهم ومن خرج معهم في السيارات، لكن لم يحدث أن كنت شاهدة على قتال أو استخدام الأسلحة”.

فكان الرد: “تتعاونين معي أتعاون معك، ما تتعاونين خلاص انتظري دورك”.

ورغم عدم تهديدها بالحرمان من فرصة العودة، ترى زينب أن هذه الطريقة هي استغلال لظروف النساء بهدف الحصول على “معلومات قد تكون غير دقيقة”.

 وتمثل التحديات الأمنية عقبة كبيرة أمام عودة العائلات في وقت تستمر فيه خلايا تنظيم “داعش” في شن الهجمات في العراق وسوريا ودول أخرى في العالم، بينما تقول بعض النساء العراقيات في مخيم الهول إنهن مستعدات لبدء حياة بعيدة عن التشدد.

ولا تكشف بعض الشاهدات طبيعة علاقة أفرادها المقتولين بتنظيم “داعش”، وتقول بعضهن إن أفراد عائلاتهم كانوا ضحايا أو فارين من التنظيم، إلا أنهن يشرن إلى مخاطر إعلان ذلك، بينما لا تنكر أخريات أن أزواجهن أو أبنائهن كانوا عناصر في التنظيم وقاتلوا في صفوفه حتى مقتلهم أو اعتقالهم.

وتعبر امرأة مسنة، كان أفراد عائلتها في صفوف تنظيم “داعش”، عن تمنّيها لو تنتهي العداوات وتتمكن من العودة دون مشكلات، “لا نريد مشكلات وعداوات مع أحد، أنا فقدت أيضاً أربعة أولاد ووالدهم”.

وتقول امرأة أخرى أن اثنين من أولادها غادروا المخيم، لكنها أجلت خروجها بإرادتها في انتظار مصير ابنها المعتقل لدى قوات سوريا الديمقراطية، كما أن زوجته سورية ولم يرد اسمها في القائمة.

وتزعم أن أبناءها كانوا دهّانين وممرضين ولا علاقة لهم بالأعمال القتالية، وتعتبر عودة ولديها للعراق وتبرئتهما بعد التحقيقات إثباتاً على براءة أشقائهم من العلاقة بجرائم تنظيم “داعش”.


ضغوط لبيع الممتلكات

وتلقّت نساء في الهول عروضاً لمساعدتهن في العودة للعراق مقابل بيع منازلهن أو عدم الاعتراض على سكن آخرين فيها ووضع يدهم عليها.

وتقول سندس، وهو اسم مستعار لامرأة عراقية مسنة، إن الشخص الذي سكن في منزلي بالأنبار يطلب أن أبيعه له بذريعة أن الجهات الأمنية لن تسمح لي بالعودة لمنطقتي نفسها، “هو يذكر أيضاً أسماء عائلات وعشائر محلية، يقول إنهم لن يتركوني أعيش بسلام في منزلي إذا ما عدت”.

ويقترح الساكن على المرأة الذهاب للسكن في محافظة أخرى، فما دامت عائلة أخرى تسكن المنزل لن يعترض أحد.

تضيف المرأة أنه يستخدم لهجة ناعمة للنصح، ولا يعتبر الأمر تهديداً، “هو يكرر لي أن السبب لأنكم دواعش لو عدتم للبيت ستقوم الحكومة بمصادرته، فبيعيني أفضل”.

تقول سندس أيضاً: “أنا عجوز مريضة.. ولم يكن لنا ذنب فيما حصل وفي كل هذه العداوات.. نريد حقوقنا وبيوتنا وأراضينا.. من الصعب أن أجد مسكناً في منطقة أخرى وليس عندي أحد أعتمد عليه”.

وتعتبر أنه ليس من العدل أن “يستولي آخرون على منازلنا وأرضنا يزرعونها ويأكلون منها، ونحن لا طاقة لنا لشراء كيلوغرام واحد من الطماطم”.

وتعبر امرأة عراقية أخرى في مخيم الهول عن مخاوفها حيال العودة إلى العراق: “لم يسجلونا بعد، جئنا مضطرين من العراق، لكن في محافظتنا يرفضون عودتنا لبيوتنا وأراضينا، يقولون تعالوا للعراق لكن لن نسمح أن تعيشوا في المنطقة”.

ولم تتمكن المرأة من التحقق إذا ما كان هذا الرفض حقيقياً أن أنها محاولة لتخويفها من العودة لأغراض أخرى.

وتؤثر هذه المخاوف على رغبة المرأة في الخروج وثقتها في أن الظروف ستتحسن إذا ما أقدمت على العودة، بالإضافة لمشكلة عدم توفر ثبوتيات لزواجها وأولادها.

“ليس لدينا وثائق زواج ولا ولادات لأبنائنا، مسجلون هنا ببطاقة ولا أعلم كيف سيكون مستقبلهم دون ثبوتيات رسمية”.

وتقول امرأة مشاركة في مجلس محلي (كومين) لإدارة سكان مجموعة خيام في مساحة واحدة بالمخيم، إنها مطلعة على قصص كثيرة من هذا النوع للعراقيات، “نصفهن واجهن شروطاً استغلالية من شخص في العشيرة أو مسؤول محلي في الحكومة كالمخاتير والنواب وغيرهم”.

وتستذكر أمثلة: “مثلاً يتصل شخص بامرأة على وشك الخروج ليخبرها نريد قطعة الأرض الفلانية مقابل عودتك، أو يقول آخر أنا ساكن في منزلك حالياً ويجب ألا تطالبيني بالخروج إذا ما عدتِ، لا أطلب تنازلاً عن ممتلكاتك لكن اتركيني ساكناً في المنزل مقابل حمايتك”.

 

اتهامات كيدية

وتعبر الأمهات عن ألمهن بسبب إلحاق وصمة “داعش” وعار ممارساته بجميع القاطنات والقاطنين في مخيم الهول، بمن فيهم من كانوا أطفالاً صغاراً حين سيطر التنظيم على المنطقة، والفارون أساساً من ممارسات التنظيم.

وخرجت آلاء، وهو اسم مستعار لعراقية تنحدر من محافظة الأنبار وتعيش في مخيم الهول، من العراق إلى الأراضي السورية عام 2015، لينتهي بها الحال رفقة أطفالها عام 2017 في مخيم الهول.

 تقول إنها لم تحاول الخروج من الهول حتى تقدمت بطلب مغادرة للعراق حين بدأت رحلات العراقيين، لكنها لم تحصل على الموافقات اللازمة.

وتضيف: “قيل لي إن البعض في منطقتي يرفضون عودتي وأولادي لأن والدهم كان عنصراً في تنظيم الدولة الإسلامية، لكن المشكلة في أنهم يتهمون ابني بأنه داعشي”.

توضح آلاء أن عمر ابنها الأكبر كان 15 عاماً فقط حين جاءت لمخيم الهول، وترفض إلصاق تهمة الإرهاب به، “ابني ليس داعشي، هو طفل، وحتى لو مشى معهم مدة شهرين، من الظلم اعتباره كمن شاركوا في القتال”.

واستولى أشخاص من العشيرة على منزل آلاء، ويمنعونها من بيعه أو تأجيره، معللين ذلك بأنه من ممتلكات أحد عناصر تنظيم “داعش”.

وتروي أنه في إحدى المرات ورد اسمها في قائمة رحلة مقررة، لكن تبع ذلك رفض من العراق تم تفسيره لها بنقص في عدد الأولاد المسجلين، “لكن أولادي هؤلاء هم وسجلتهم كلهم، عندما قدمت إلى هنا كنا 8 أفراد، البنات تزوجن، بقيت أنا و3 أولاد ذكور وابنة صغيرة عمرها 13 عاماً”.

وأكّدت المرأة أن جميع أولادها مسجلون في الوثيقة التي تقدمت بها، إلا أن القائمين على الأرشيف ردّوا عليها بأن الموضوع من العراق، وحين اتصلت مع الجانب العراقي قالوا إن أوراقها كاملة ولا يدرون أين المشكلة.

وتعتقد آلاء أن سبب الرفض كان وجود تهديدات ضدها وأطفالها من أبناء العشيرة، وتخشى الآن توجيه اتهامات غير صحيحة لأبنائها الذين كانوا أطفالاً حين كان تنظيم “داعش” مسيطراً على المنطقة.

تقول: “أشعر أن المطلوب رأس أولادي ثمناً لعودتي، يمكن أن يخضعوا لمحاكمات وللسجن، وأخشى أن يتعرضوا لأعمال انتقامية قد تصل حد قتلهم”.

وتتهم المرأة أقاربها من جهة زوجها، وآخرين من العشيرة بتلفيق تهم لإدراج اسم ابنها ضمن قوائم المطلوبين، والدوافع كيدية أو عداوات قديمة، “وربما دفعوا أموالاً واستخدموا نفوذ بعض الأشخاص في الحكومة والعشائر لإدراج اسمه”.

وما يزيد شكوكها هو قطع ابنتها العائدة للعراق اتصالاتها بها بعد خروجها من مخيم الجدعة، إذ تعتقد أن الشرطة المحلية طلبت منهم عدم التواصل مع والدتها الموجودة في مخيم الهول.


عقبات أخرى

تتحدث نساء عراقيات في مخيم الهول عن تحديات وعقبات أخرى أمام عودتهن للعراق، من بينها انتظار أبناء محتجزين بتهمة الانتماء لتنظيم “داعش”، أو البحث عن طريقة لاصطحاب زوجات أبنائهن غير العراقيات.

ولا توافق إدارة المخيم اصطحاب العائلات العراقية لزوجات أبنائهن السوريات من المخيم، إذ يتعين على السوريات الخروج بداية لمناطقهن السورية واستخراج جواز سفر رسمي للوصول لعائلة الزوج في العراق.

وأمام هذا الواقع، تتعدد الخيارات التي تتخذها العراقيات في الهول أو تضطر بعضهن لاتخاذها، فتقول إحداهن: “لو رجعت للعراق، لن أعود للأنبار لأنني لا أتوقع أن يتركوني بسلام، ما عندي مشكلة مع الحكومة والجهات الأمنية، لكن المشكلة مع العشيرة ومن لهم يد طويلة ونفوذ منهم، والسبب عداوات قديمة”.

وتضيف أخرى: “لا مشكلة لدي مع المجتمع المحلي والعشائر ولا الحكومة العراقية، أثق بالحكومة وأجهزتها، لكن المشكلة الوحيدة هي عدم ورود موافقة على اسمي حتى الآن”.

وتقول ثالثة: “من أجل ابني المسجون هنا لم أذهب، ورد اسمي في قوائم 4 رحلات سابقة، لكن أنتظر إطلاق سراح ابني والموافقة على اصطحاب زوجته السورية “.

وتتلخص قصة امرأة رابعة برفض زوجها العودة للعراق بسبب وجود ديون سابقة متراكمة عليه هناك، وحتى عندما ورد اسم العائلة بين قائمة إحدى الرحلات، رفض المغادرة، كما فشلت مساعي المرأة في الخروج وحدها.

وتشتكي أخريات من تأخر ورود أسمائهن في قوائم الرحلات، وتعتقدن أن بإمكانهن الحصول على حياة أفضل إذا ما نجحن في العودة مع أطفالهن، رغم إشارتهن إلى تحديات تأمين دخل للحياة الجديدة.

 

توصيات:
  • أن تقوم الحكومة العراقية بإجراء حوار شفاف مع النساء حول المخاطر المحتملة لعودتهن، والحلول الممكنة للتغلب على بعضها.
  • رغم المخاطر الأمنية المحتملة لعلاقة بعض النساء في مخيم الهول بتنظيم “داعش”، قد يشكل الشعور بالغبن والمظالم الجديدة دافعاً آخر لعودة بعضهن للارتباط بالتنظيم.
  • تعريض الأطفال للوصم والصدمة مع عدم تأمين شروط حياتهم السليمة داخل المجتمع قد يدفع ثانية لاعتبارهم أنفسهم رجال “داعش” المستقبليين.
  • تنشيط برامج تهيئة أفراد العائلات في الهول للعودة للمجتمعات داخل العراق وبدئها حتى قبل ورود الأسماء في رحلات مرتقبة، كون النتائج تحتاج لفترات طويلة.
  • برامج جبر الضرر للمجتمعات والعائلات والأشخاص من ضحايا نشاط تنظيم “داعش”، تعزز من مفهوم العدالة لدى المجتمعات ويعزز قدرتها على التسامح والابتعاد عن تعميم تحميل مسؤولية ما عانته لكل من عاش في مناطق سيطرة التنظيم.
  • إشراك ممثلي المجتمعات المحلية من أصحاب التأثير الفعلي في المنطقة عشائرياً ودينياً وقومياً في مناقشة أبعاد مشكلة ومخاطر استمرار حال القاطنين في مخيم الهول وإيجاد حلول منصفة.
  • زيادة التنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية والجانب السوري لإيجاد حلول للعائلات التي تولي أهمية لزوجات أبنائها السوريين ولمحاكمة أبنائها المحتجزين لتتمكن الأمهات والزوجات من اختيار مصيرهن بعد كشف تورط الرجال أو عدمه.

تمكين النساء من الناحية القانونية من خلال تقديم جلسات قانونية لكيفية استعادة املاكهم و التعريف بحقوقهم المدنية في العراق.

ShareTweetPin

Related Posts

العقوبات الموجهة والفعالة تعزز المحاسبة على طريق العدالة
إحاطات

العقوبات الموجهة والفعالة تعزز المحاسبة على طريق العدالة

يونيو 1, 2025

في خطوة تعزز من مسار العدالة والمحاسبة لكافة السوريين/ات أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء في الثامن والعشرين من أيار/ مايو 2025 عن فرض عقوبات على ثلاثة كيانات وشخصيتين على خلفية اتهامهم بالتورط في أعمال عنف دامية على أساس طائفي...

الاختطاف الطائفي.. اختفاء قسري جديد يهدد النساء في سوريا
تقارير مواضيعية

الاختطاف الطائفي.. اختفاء قسري جديد يهدد النساء في سوريا

مايو 19, 2025

مقدمة رصدت منظمة إنسايت حوادث اختطاف للنساء والفتيات والأطفال في مناطق الساحل السوري ما بين مطلع شباط/ فبراير الماضي وأيار/ مايو 2025. وخلال عملياتها الأمنية في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، لا سيما أيام 6 و7 و8 آذار/ مارس...

فاجعة عائلة.. آباء وأمهات قضوا في عملية قتل جماعي في بانياس
دراسات حالة

فاجعة عائلة.. آباء وأمهات قضوا في عملية قتل جماعي في بانياس

أبريل 23, 2025

تعرض دراسة الحالة هذه، جريمة قتل جماعي لـ 6 مدنيين من عائلة واحدة في 7 آذار/ مارس 2025 في مدينة بانياس غربي سوريا خلال عملية عسكرية أعلنتها قوات الحكومة السورية الجديدة ضد جماعات مسلحة تابعة للنظام السابق. تناقش الدراسة...

انتهاكات حقوق الانسان في سوريا خلال الربع الأول من العام 2025
تقارير دورية

انتهاكات حقوق الانسان في سوريا خلال الربع الأول من العام 2025

أبريل 21, 2025

مقدمة سجل قسم الرصد والتوثيق في منظمة إنسايت، خلال الربع الأول من العام 2025، وقوع 2149 مدنياً/ة ضحية للنزاع والاقتتال والأعمال العدائية في سوريا حيث بلغ عدد القتلى المدنيين 1390، إلى جانب إصابة 759 مدنياً/ة سورياً. وبغرض إعداد هذا...

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

منظمة إنسايت  |  ‏    ‎Insight organization‎‏

منظمة إنسايت | ‏ ‎Insight organization‎‏

منظمة مستقلة غير ربحية تعمل بكل جهودها على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا

تصنيفات

  • أنشطة (10)
  • إبلاغات (2)
  • إحاطات (2)
  • إنفوغرافيك (5)
  • بيان (5)
  • تقارير (22)
  • تقارير دورية (9)
  • تقارير مواضيعية (14)
  • دراسات (11)
  • دراسات حالة (11)
  • رئيسية (47)
  • شكاوى وإبلاغات (1)
  • مرئيات (5)

آخر المنشورات

  • أشهر وأعوام معدودة.. أعمار ضحايا القتل التركي بذريعة محاربة الإرهاب

    أشهر وأعوام معدودة.. أعمار ضحايا القتل التركي بذريعة محاربة الإرهاب

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • الاختطاف الطائفي.. اختفاء قسري جديد يهدد النساء في سوريا

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • ثلاثة أيام دموية.. عنف وانتقام طائفي في الساحل السوري

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • انتهاكات حقوق الانسان في سوريا خلال الربع الأول من العام 2025

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • انتهاكات حقوق الإنسان وضحايا النزاع في سوريا خلال العام 2024

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
اندلع نزاع جديد في الساحل السوري، منذ الخميس السادس من آذار/ مارس، ما بين قوات الحكومة السورية الجديدة ومجموعات مسلحة مؤيدة لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، ما أدى لحدوث عمليات قتل جماعي وأعمال نهب وانتهاكات واسعة. ورصدت منظمة إنسايت مقتل 500 مدني في الساحل السوري أيام 6 و7 و8 آذار 2025، غالبيتهم من الطائفة العلوية، وعدد قليل منهم من السنة والمسيحيين والكرد. وبدأت الأحداث عندما تعرضت دوريات وحواجز "الأمن العام" الحكومي بريف اللاذقية لهجمات وكمائن أسفرت عن قتلى عسكريين ومدنيين بحسب البيانات الحكومية الرسمية التي أعلنت بدء عمليات أمنية ضد "فلول النظام السابق". وأدى تواصل التصعيد الدموي يومي الجمعة والسبت لمقتل عناصر تابعين للحكومة الانتقالية، وجابت قوات الحكومة السورية وفصائل منضمّة لها حديثاً وجماعات مسلحة غير نظامية مؤازرة لها قرى وبلدات وأحياء الساحل السوري، ونفذت عمليات واسعة للقتل الجماعي والاعتقال والنهب في أحياء وقرى كاملة. وارتكبت أرتال القوات الأمنية للحكومة والمؤازرون لها العديد من المجازر وبث الذعر في منطقة العمليات التي شملت اللاذقية وجبلة وطرطوس وبانياس وريف حماة. وتواصلت منظمة إنسايت مع شهود وذوي ضحايا وناشطين في منطقة الساحل، أفادوا بوقوع أعمال القتل التي تعرضها هذه الإحاطة، مع أعداد الضحايا الذين تمكّن فريقنا من توثيق مقتلهم، وأسماء قرى وأحياء حدثت فيها مجازر بحق المدنيين خلال أيام 6 و7 و8 آذار/ مارس 2025. وتشكل الممارسات التي تقوم بها القوات التابعة لوزارة الدفاع والقوات المؤازرة لها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وترقى إلى جريمة حرب.
قتل جماعي
وارتكبت الأرتال والمجموعات المسلحة التابعة للحكومة مجازر جماعية بحق عائلات بأكملها، وصل عدد الضحايا في بعضها إلى ستة أفراد، وتكرر جمع الرجال والشباب في عدة قرى وبلدات واقتيادهم إلى ساحة وإعدامهم ميدانياً وجماعياً. وبلغ مجموع الضحايا المدنيين الذين سجلت إنسايت مقتلهم خلال الأيام الثلاثة (الخميس والجمعة والسبت) 500 مدني/ة، هم 424 رجلاً و51 امرأة و25 طفلاً/ة. وتم تنفيذ غالبية حوادث القتل على أساس الهوية الطائفية (ضد العلويين)، وتضمنت قوائم الضحايا أطباء ومهندسين وأكاديميين ورجال دين وطلاباً جامعيين، بعضهم كان معارضاً لنظام الأسد وآخرين لا ذنب لهم سوى العيش أو التواجد في منطقة اندلع فيها نزاع مسلّح. يقول ناشط في مدينة جبلة إن "أعمال تصفية ممنهجة تمت على الهوية، وقتل القناصون المنتشرون على الأسطح كل من تحرك في مرماهم". ويضيف أنه، بالإضافة للقتلى المدنيين وتهجير العائلات إلى الجبال مع نهب الممتلكات والتعدي على المنازل، فإن "أي شخص كان عسكرياً لدى النظام السابق، وحتى لو قام بعملية تسوية تتم تصفيته فوراً أو الاعتداء عليه بالضرب المبرح أمام أطفاله، وسلب ممتلكاته وإطلاق النار على منزله وتدميره"، بحسب الصحفي. وتقول شاهدة أخرى تقيم في الخارج وتتواصل مع نساء من جيرانها في ريف جبلة: "قتلوا جميع الرجال الموجودين في قرية الصنوبر، ولم يتمكن أحد من دفنهم". وفي حوادث أخرى، لم يتم التمييز بين الرجال والنساء والأطفال وكبار السن، إذ طال القتل في بعض الحالات أفراد العائلة جميعاً، يقول شاهد في بانياس: "تم قتل ابنة أختي وزوجها وأبناءها الصغار". وتفيد البيانات التي جمعتها إنسايت أن من بين الضحايا قتل 27 طبيباً/ة وصيدلانياً/ة، و4 أطفال من المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، وعامل مع وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة، وآخرون طلاب جامعيون ومتقاعدون لا يمكن اتهامهم بالمشاركة في أعمال قتالية ضد قوات الأمن التابعة للحكومة.   وخلال العمليات، ارتكبت المجموعات المحسوبة على الحكومة الانتقالية ممارسات منافية للكرامة الإنسانية ونفذت اعتقالات واسعة دون وجود تهم أو معلومات عن المستهدفين الذين لا ذنب لهم سوى كونهم من الطائفة العلوية. ويقدر ناشطون محليون عدد النازحين بالآلاف، بينما لم يتمكن مصابون من الحصول على الرعاية الطبية، ذلك وسط انقطاع الطرق للمشافي وانقطاع الكهرباء في اللاذقية، وأعمال نهب واسعة النطاق. وقامت وزارة الدفاع يوم السبت 8 آذار/ مارس بإغلاق طرق ونصب حواجز للحد من أعمال النهب الواسعة للممتلكات، والتي شملت بحسب شهود الأموال والسيارات والأثاث.
أحقاد وكراهية
ويعيش سكان المناطق ذات الغالبية السكانية من الطائفة العلوية حالة ذعر من استمرار المجازر، وقال شاهد إنهم يشعرون بأنفسهم في طابور "على الدور" لمواجهة القتل مع عائلاتهم. وتصاعدت خطابات الكراهية ودعوات التجييش والانتقام بين السوريين، وظهرت دعوات ذات طابع طائفي عبر مكبرات الصوت لمساجد عدة مناطق سورية، وخلال وقفات متضامنة مع القوات الحكومية. واطلعت إنسايت على مقاطع فيديو لمسلحين يرتكبون أعمال قتل أو يعبرون مع إعلاميين مؤازرين للحكومة عن فرحهم بالأعمال الانتقامية الواسعة للقتال دون رحمة، وسط غياب أي تأثير لأصوات الحكماء على قادة القتال ومراكز القرار. وأعلنت وزارة الدفاع في دمشق تشكيل لجنة لرصد المخالفات وتجاوز تعليماتها خلال العمليات في الساحل وإحالة مرتكبيها للمحكمة العسكرية، لكن ناشطين قالوا إن الانتهاكات مستمرة في بلدات وقرى العلويين. ويحذّر مختصون في القانون والسياسة من تبعات الانتهاكات الواسعة والأعمال الانتقامية التي لا تميز بين المسلحين والمدنيين الأبرياء، بما فيها وحدة البلاد ومستقبل الحكومة الجديدة ومدى قدرتها على حفظ السلم الأهلي. وحذرت منظمة إنسايت، في تقرير سابق، من أن خطاب الكراهية المنتشر بعد سقوط نظام الأسد يهدد بتقويض السلم الأهلي، ويشير لوجود مخاطر حقيقية ووشيكة لوقوع حوادث إبادة جماعية أو جرائم مماثلة. ودعت المنظمة المجتمعات المحلية بداية لتعزيز التسامح بين الطوائف الدينية والعرقية وترك مسألة المحاسبة للسلطات القضائية الرسمية التي نطالبها بتعزيز جهودها وآلياتها لمساءلة الجناة وتحقيق العدالة لضحايا الجرائم والانتهاكات وذويهم. وقال أحد أعضاء فريق التوثيق بمنظمة إنسايت المتواجدين في الساحل، السبت أثناء عرضه للبيانات لزملائه، إنه يشعر بالألم لأنه يرد على الناجين من ذوي الضحايا، الفارين إلى جبال وغابات الساحل والمهددين أيضاً بالقتل، بعبارة: "الله يعينكم، وما فينا نعمل شي غير التوثيق".   من يتحمّل المسؤولية؟ لا شك أن النظام السوري السابق ورئيسه بشار الأسد يتحمّل مسؤولية إضفاء صبغة طائفية على الجرائم التي ارتكبها طيلة عقود، وما يحدث اليوم نتيجة لزرع الانقسام والكراهية بين المكونات السورية، ويصب في صالح ترويجه لفكرة أنه كان يمنع الفوضى ويمنع الاقتتال. إن العدالة تقتضي محاسبة راس النظام وأركانه. كما يتحمّل معلنو الحرب ضد الحكومة الجديدة المسؤولية عن وقوع الضحايا العسكريين والمدنيين ونشوب نزاع جديد أدى لوقوع انتهاكات واسعة، وأبرزهم مقداد فتيحة وغياث دلا وسهيل الحسن وإبراهيم حويجة، تم اعتقال الأخير، ولا بد من محاسبتهم على جرائمهم بحق السوريين وعدم تحميل أي مجتمع وزر جرائمهم. وتتحمل السلطات السورية الجديدة مسؤولية الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها بعد أن زجت بفصائل ومجموعات غير منضبطة في الساحل السوري، وسمحت بأعمال انتقامية جماعية. ورغم تعرض قوات الحكومة الانتقالية لهجمات وكمائن دفعتها للرد بعملية أمنية، إلا أن زج كل المجموعات في الحرب لم يكن متناسباً مع ما حدث، كما أن الأسلحة المستخدمة من رصاص وقذائف ومدافع وطائرات مسيّرة وحربية وسعة المناطق المستهدفة لم يكن متناسباً مع ملاحقة مجموعات معينة. ورغم أن المهاجمين انتشروا في المنطقة دون وجود مواقع عسكرية محددة لهم، وتراجعوا للجبال خلال اليوم الثاني للاشتباكات، لكن السلطات لم تكن مضطرة لهذه العمليات الواسعة وحشد المجموعات ذات الطابع الطائفي لتحقيق نصر أمني واعتقال المطلوبين لها. وينص القانون الإنساني الدولي على مبدأ التمييز في العمليات العسكرية بين المدنيين والعسكريين، لكن تم خرق هذا المبدأ مراراً وتكراراً وفي أماكن متعددة خلال العمليات العسكرية في الساحل، وتعرض المدنيون جراء ذلك لخسائر في الأرواح. وتتحمل الحكومة مسؤولية سلامة مواطنيها حتى إن كانوا في منطقة نزاع خارج نفوذها، وعليها أن تكون المبادر لحلول تضمن السلم الأهلي والاستقرار بدل المشاركة في تقويضه. وترقى الجرائم المرتكبة إلى وصفها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما تنطبق عليها بعض بنود تعريف الإبادة الجماعية. وأبدت السلطات خطوات إيجابية حين دعا الرئيس أحمد الشرع إلى "حماية المدنيين.. وعدم السماح لأحد بالتجاوز والمبالغة في رد الفعل"، وإعلان وزارة الدفاع عن تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات التي حصلت، وإحالة مرتكبيها للمحاكمة. وقال شاهد في مدينة اللاذقية إن الحالة الفصائلية بدت واضحة خلال العمليات، "لم يندمجوا، وكثير من الأحداث التي تداولها الإعلام كاشتباكات بين الأمن العام وفلول النظام، كانت بين الأمن العام (المركزية) والفصائل المنخرطة حديثاً في الجيش السوري الجديد". ومن بين تلك الحوادث اشتباكات اندلعت يوم 8 آذار في نادي الضباط في اللاذقية بين قوات الأمن العام وفصائل منضمة للقوات الحكومية. وأضاف أن الكثير من الناس لا سيما في الأرياف حاولوا الاعتراض على دخول أي طرف لقراهم، "بسبب أنهم شاهدوا عناصر متوحشين يقتلون أي شيء يتنفّس". لكن وزارة الدفاع تتحمل مسؤولية محاسبة مرتكبي الانتهاكات عن كافة الفصائل المنضوية تحت لوائها والتي شاركت في "مؤتمر النصر" المنعقد في 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، بما فيها فصائل سليمان شاه وفرقة الحمزة وأحرار الشرقية التي تمتلك سجلاً سيئاً للجرائم والانتهاكات في الشمال السوري وتبوّأ قادتها مناصب عليا في الجيش السوري الجديد. كما أنها مسؤولة عن ممارسات المقاتلين الأجانب في صفوف أرتالها والذين تميزوا بخطابات دينية متشددة، وكذلك مجموعات المدنيين المسلحين الذين انضموا للعملية التي أطلقتها الوزارة.  
الإطار القانوني
تخضع النزاعات المسلحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، اللذين يهدفان إلى حماية المدنيين وممتلكاتهم وضمان المساءلة عن الجرائم الجسيمة. وترقى الانتهاكات التي وقعت خلال الأحداث في الساحل السوري والنماذج الواردة في التقرير، إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وربما إبادة جماعية، وفقاً للإطار القانوني الدولي.  
  1. القتل الجماعي والإبادة الجماعية
تنص اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها (عام 1948) على أن أي عمل يستهدف تدمير جماعة قومية أو أثنية أو دينية بشكل كلي أو جزئي، من خلال القتل أو إلحاق ضرر جسدي أو نفسي جسيم، يشكل إبادة جماعية. وتعرّف المادة 6 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الإبادة الجماعية على أنها القتل أو الإيذاء الجسدي أو العقلي المتعمد لأفراد جماعة معينة بقصد تدميرها كلياً أو جزئياً. حوادث القتل الجماعي على أساس الهوية الطائفية، والتي أوردها التقرير، يمكن أن تندرج تحت هذه الأحكام، خاصة مع استهداف مجموعات محددة بناءً على انتمائها الطائفي.  
  1. استهداف المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني
  • تشكل استهدافات المدنيين في النزاع المسلح خرقاً جسيماً لاتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، حيث تلزم هذه المعاهدات أطراف النزاع بالتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين.
  • تنص المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن قتل المدنيين يشكل جريمة حرب إذا تم ارتكابه كجزء من هجوم واسع النطاق أو ممنهج ضد سكان مدنيين.
  • ما ورد في التقرير من تصفية رجال وشباب على أساس الهوية، وقتل عائلات بأكملها، يعد خرقاً لمبدأ حماية المدنيين وعدم جواز العقاب الجماعي.
 
  1. منع التمييز الطائفي والعرقي في النزاعات
يحظر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (1966) التمييز على أساس الدين أو العرق أو الأصل القومي. كما ينص الاتفاق الدولي للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (1965) على ضرورة منع أي سياسات أو أعمال تستهدف جماعة معينة على أساس الهوية. العمليات الانتقامية ضد سكان الساحل السوري، التي وثقتها منظمة إنسايت، تنتهك هذا المبدأ وتؤدي إلى تعزيز العنف الطائفي وتقويض السلم الأهلي واستمرار دوامة العنف.  
  1. مسؤولية الدولة عن منع الجرائم ومعاقبة الجناة
وفقاً لمبادئ المسؤولية عن الحماية R2P))، تتحمل الدولة مسؤولية حماية سكانها من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية. وفي حال فشلها، يمكن للمجتمع الدولي التدخل وفق ما تنص عليه الأمم المتحدة. تتحمل السلطات السورية الجديدة مسؤولية منع قواتها والفصائل المنضوية تحتها من ارتكاب انتهاكات، وضمان محاسبة المسؤولين عن المجازر والاعتداءات. إعلان وزارة الدفاع تشكيل لجنة تحقيق لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها القانونية عن حماية المدنيين ومنع الفصائل المسلحة من تنفيذ أعمال انتقامية غير منضبطة.  
  1. النهب والتدمير غير المبرر للممتلكات
تنص اتفاقيات جنيف (المادة 33 من الاتفاقية الرابعة) على حظر العقوبات الجماعية والنهب، وتعتبر أي أعمال مصادرة أو تدمير غير مبرر للممتلكات جريمة حرب. كما يُعتبر النهب والتدمير العشوائي انتهاكاً للمادة 8 من نظام روما الأساسي، التي تحظر تدمير الممتلكات دون ضرورة عسكرية. ما ورد في التقرير عن نهب الممتلكات، بما في ذلك الأموال والسيارات والأثاث، يشكل انتهاكاً واضحاً لهذه القوانين.  
  1. منع الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري
تحظر اتفاقية مناهضة التعذيب (1984) والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الاعتقالات التعسفية، وتلزم الدول بضمان سلامة المعتقلين وعدم تعذيبهم أو إخفائهم قسراً. الاعتقالات الجماعية التي نفذتها القوات الحكومية ضد المدنيين دون تهم واضحة، وفقاً للتقرير، تعد انتهاكاً لهذه الأحكام.
  1. حظر خطاب الكراهية والتحريض على العنف
تنص اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية على أن التحريض العلني والمباشر على ارتكاب الإبادة الجماعية جريمة يعاقب عليها القانون. يعتبر خطاب الكراهية الطائفي، الذي انتشر عبر مكبرات الصوت ووسائل الإعلام، عاملاً محفزاً للعنف ويؤدي إلى مزيد من التصعيد الطائفي. يجب على الحكومة اتخاذ إجراءات فعالة لمنع انتشار هذا الخطاب وضمان عدم تحريض القوات العسكرية والفصائل المسلحة على العنف الطائفي. بناءً على القوانين والأعراف الدولية المذكورة، فإن الانتهاكات المرتكبة في الساحل السوري تستوجب تحقيقاً دولياً مستقلاً ومحاسبة المسؤولين عنها. يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات لضمان عدم الإفلات من العقاب، كما ينبغي على الحكومة السورية الجديدة تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في وقف هذه الفظائع ومنع تكرارها. إن محاسبة الجناة وفق القانون الدولي ليست فقط ضرورة لتحقيق العدالة، ولكنها أيضاً خطوة حيوية لمنع انهيار السلم الأهلي ومنع وقوع مزيد من الجرائم ضد المدنيين.  
توصيات
  • على الحكومة الحالية:
  • إعلان وقف الأعمال العسكرية العامة في منطقة الساحل واستبدالها باعتقال المسؤولين عن مهاجمة قوى الأمن والمدنيين وتقديمهم لمحاكمات عادلة.
  • تشكيل لجنة تحقيق مستقلة حول الانتهاكات ومحاسبة جادة لكل مرتكبيها ومن كل الأطراف، وحل أو دمج كامل لعناصر الفصائل غير المنضبطة حتى لا تصبح الانتهاكات نهجاً للجيش السوري الجديد.
  • ضمان حقوق الملكية والكرامة واحترام حقوق الإنسان خلال العمليات الأمنية واعتقال المطلوبين.
  • البدء بخطوات عاجلة لإعادة بناء الثقة بين المجتمعات والأطراف السياسية السورية والتخلي عن نهج اللون الواحد الذي طغا على مؤتمر النصر ومؤتمر الحوار الوطني، لتجنب انهيار الحكومة أو الانزلاق نحو تقسيم البلاد أو التدخل الخارجي.يمكنكم قراءة المادة كاملاً من الرابط هنا
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • تقارير
    • تقارير دورية
    • تقارير مواضيعية
    • شكاوى وإبلاغات
    • إحاطات
  • دراسات
    • دراسات حالة
    • دراسات تحليلية
    • دراسات قانونية
  • مرئيات
    • فيديو
    • صور
    • إنفوغرافيك
  • إبلاغات
  • أنشطة
  • من نحن
  • English