المقدمة:
شكل سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024 نقطة تحول بالنسبة للسوريين الذين عانوا من الاستبداد والقمع والجرائم لعقود انتهت بـ 13 عاماً من الحرب وأزماتها.
وخطت القيادة الجديدة للبلاد خطوات هامة نحو السلام كدمج غالبية الفصائل والمجموعات العسكرية، واتفاق 10 آذار/ مارس بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، لكن عدة حوادث أرهقت البلاد مجدداً في الوقت الذي كانت أحوج ما تكون للسلام والتعافي.
وخلال عملياتها الأمنية في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، لا سيما أيام 6 و7 و8 آذار/ مارس 2025، ارتكبت قوات الحكومة الجديدة، بما فيها جماعات وعناصر سوريون وأجانب انضموا لها حديثاً وأفراد وجماعات مسلحة غير نظامية مشاركة معها، انتهاكات واسعة أبرزها القتل الجماعي والاختطاف والاعتقال والنهب والتهجير القسري.
واستمرت حالات الخطف قبل ومع وبعد الحملة الأمنية والعسكرية التي شنتها قوات الحكومة السورية في المنطقة رداً على تعرض حواجزها لهجمات من جماعة مسلحة مؤيدة لنظام بشار الأسد الذي فر من البلاد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، وبعد تشكيل الحكومة السورية لجنة للتحقيق في الانتهاكات.
وتشكل الممارسات التي قامت بها القوات التابعة لوزارة الدفاع والقوات المؤازرة لها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وترقى إلى جريمة حرب.
وأعلنت الحكومة السورية في التاسع من آذار/ مارس انتهاء عمليتها الأمنية في الساحل، وأعلن الرئيس أحمد الشرع تشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات، ثم بعد مرور شهر جرى تمديد عملها لثلاثة أشهر إضافية، لكن حتى الآن لا توجد قوائم مُعلنة للقتلى والمختطفين/ات والمعتقلين/ ات.
وفي أواخر نيسان/ أبريل ظهر توتر جديد في أحياء جنوب دمشق تضم سكاناً من الطائفة الدرزية، وانتقلت الأحداث للسويداء في الجنوب السوري، ما تسبب أيضاً بوقوع ضحايا واعتقالات.
وفي حزيران/يونيو الماضي، هاجم انتحاري كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في منطقة الدويلعة في الجهة الشرقية للعاصمة دمشق ما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين.
وفي الوقت الذي خرج معتقلون من سجون النظام السابق عقب سقوطه، لا يزال حتى الآن مصير عشرات الآلاف من المخفيين قسراً مجهولاً.
ورغم خطاب الكراهية المتصاعد، لا يتخلى السوريون عن الأمل في وقف الانتهاكات وإطلاق المبادرات الداعية للسلام والعدالة والمشاركة جميعاً في بناء مستقبل بلادهم.
للاطلاع على كامل التقرير من الرابط هنا👇🏻