• الرئيسية
  • تقارير
    • تقارير دورية
    • تقارير مواضيعية
    • شكاوى وإبلاغات
    • إحاطات
  • دراسات
    • دراسات حالة
    • دراسات تحليلية
    • دراسات قانونية
  • مرئيات
    • فيديو
    • صور
    • إنفوغرافيك
  • إبلاغات
  • أنشطة
  • من نحن
  • English
No Result
View All Result
منظمة إنسايت  |  ‏    ‎Insight organization‎‏
  • الرئيسية
  • تقارير
    • تقارير دورية
    • تقارير مواضيعية
    • شكاوى وإبلاغات
    • إحاطات
  • دراسات
    • دراسات حالة
    • دراسات تحليلية
    • دراسات قانونية
  • مرئيات
    • فيديو
    • صور
    • إنفوغرافيك
  • إبلاغات
  • أنشطة
  • من نحن
  • English
No Result
View All Result
منظمة إنسايت  |  ‏    ‎Insight organization‎‏
No Result
View All Result

تدنيس الحقوق في الشمال السوري

أكتوبر 14, 2024
السكن، الأرض، المياه، سبل المعيشة

 

مقدمــة

بعد 13 عاماً من الانتهاكات خلال النزاع في سوريا، لايزال هناك 7.2 مليون نازح داخلي في سوريا من بينهم 2.9 مليون في شمال غرب سوريا، و 640,000 في شمال شرق سوريا، يرون أنفسهم مجبرين على التعايش مع سياسات التهجير والنهب والسلب، والبحث عن إيجاد بدائل للسكن، والعمل والدخل، دون إيجاد خطة استجابة تساعد على استعادة هولاء النازحين لممتلكاتهم وجبر الضرر، وتحقيق المساءلة والمحاسبة لحاملي المسؤولية عن تلك الأوضاع، أو معالجة الخسائر والأضرار التي يتكبدونها.

وهناك صعوبة في تقديم أرقام شاملة أو حصر عن عدد حالات الانتهاكات في سلب وتدمير الممتلكات والأراضي، في شمالي سوريا، نظراً لأسباب وظروف النزاع، التي لا تزال مستمرة. كما أن  الجهات العسكرية نفسها لا تزال تسيطر و تهدد بالمزيد من الضغوطات على الضحايا في منطقة تتنازع عليها أطراف مختلفة، ويتكرر فيها كافة أنواع الانتهاكات.

إلا أنه، بناء على البيانات التي سجّلها قسم الرصد والتوثيق في منظمة إنسايت، يمكن تقديم أدلة تسرد حدوث انتهاكات لمبادئ حقوق الإنسان العالمية التي كان ينبغي أن يتمتع بها السكان المحليين، والمتضمنة الحق في الأرض والسكن، وسبل العيش والمياه. وبالرغم من الأطراف المتعددة المرتكبة لتلك الانتهاكات، إلا أنها تشكل سياسة عامة وممنهجة في مناطق معينة، والتي تسيطر عليها الفصائل المدعومة من الخارج. وسيقدر القارئ، نظراً إلى الصعوبات الكامنة في جمع البيانات، فإن الأرقام المقدمة في هذا التقرير، عن مساحة الأراضي، ومدى الضرر، وعدد الأشخاص المتضررين، هي تقديرية.

ونمط تلك الانتهاكات ليس على خط واحد، ولا تواجد الأطراف العسكرية مستقر وثابت أو قابل للتنبوء به، فهم في حالة تنافس مستمرة فيما بينهم للسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي. لذلك يعاني السكان المدنيون على اختلافهم والعالقون في المنتصف، من حرمان مشترك الناتج عن هذا التنافس الجيوستراتيجي على مناطق النفوذ والأرض وشعبها.

ولأجل تقديم تشخيص متماسك عن تلك الحالات المتداخلة، يتخذ إلى حد كبير هذا الاستعراض، نهجاً متسلسلاً. ولأجل وضع لمحة موجزة عن الوضع الراهن، سيغطي ذلك التقرير الفترة الأخيرة ما بين العام 2023، والنصف الأول من 2024. وعلى الرغم من أن هذا السجل التوثيقي  قد يكون جزئياً، فهو يقدم للقارئ لمحة عن ما يضطر السوريون اليوم إلى تحمله، على أيدي المحتلين الأجانب لأراضيهم وأذرعهم.

العام ٢٠٢٣
نهب الفصائل الإيرانية للممتلكات، وإخلاء السكان  قسرياً

المجموعات المسلحة الموالية لإيران تستولي على منازل مدنيين في مدينة دير الزور وريفها من الميادين وحتى البوكمال على الحدود العراقية الإيرانية، لتحويلها لمقار عسكرية أو مراكز دينية وثقافية تابعة لها. وقد تضمنت تلك الحوادث في عام ٢٠٢٣، رصد الحالات التالية:

ست عائلات أُجبرت على إخلاء منازلها في بلدة القورية، بريف دير الزور. حيث مارست العناصر الإيرانية تهديد تلك الأسر بالإخلاء القسري، ومصادرة ممتلكاتهم، تحت ذريعة أهمية ذلك الموقع، ومن بين تلك الضحايا:

  • أسرة حسين المنصور، والذي غادر مسكنة قسرياً، بعد أن وضع عناصر “الحرس الثوري الإيراني” منصة لإطلاق الصواريخ في منزله.

 

  • أسرة أحمد الحمد، غادر منزله في بلدة الميادين، بريف دير الزور، بعد استفزازات ومضايقات متكررة من جانب عناصر الحرس الثوري الذين يقطنون الحي، وشملت اتهامه بالإرهاب والتحرش بفتيات في الحي. عندما غادر الحمد المنزل علم بتحويله لمستودع أسلحة فاعترض لأنه مكان يعتقد أن المسلحين يحتاجونه للسكن، وتراجع عن موقفه بعد اعتقاله ليومين ومحاولة تلفيق تهمة ضده.

 

  • أسرة راغب السالم من بلدة الميادين، أجبر مع غالبية سكان حيه (حي تمو في الجهة الجنوبية للمدينة)، لإخلاء منازلهم لمقاتلين أجانب (أفغان) يعملون مع الحرس الثوري الإيراني. ويقول إنهم اضطروا للمغادرة بسبب إزالة المسلحين الجدران بين المنازل وفتح ثقوب بينها لنقل الذخائر بشكل مخفي عن الطيران، ما جعل حياة العائلات مستحيلة في الظروف الجديدة، وغالبيتها سكنت منازل بالإيجار في أحياء أخرى.

 

  • وفرت عائلة زين المحمد، هو أحد شباب بلدة الميادين، خشية اعتقال أفرادها بعد رفضهم “التشيّع”، وتوجهت لبلدة الطيانة على الضفة المقابلة لنهر الفرات. فيما افتتحت الفصائل الموالية لإيران نحو 13 حسينية على الأقل في مناطق متفرقة من دير الزور.

 

  • أما محمد العبد، فر مع أسرته من مدينة البوكمال إلى الضفة الأخرى لنهر الفرات الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بسبب اتهام قيادي في الحرس الثوري الإيراني (عراقي الجنسية) له بإعطاء موقع مراكزهم العسكرية القريبة من منزله لقوات معادية لهم. وقال العبد إن الاتهام جاء بعد رفضه عدة مرات أوامر بإخلاء منزله ليتمركز فيه عناصر “الثوري الإيراني”.

 

تقدّر مصادر في البوكمال عدد المنازل اتي استولت عليها بشكل ممنهج فصائل موالية لإيران (لواء فاطميون، وهاشميون، والنجباء، والحرس الثوري) بـ200 منزل في مدينة البوكمال وقرى السكرية والصالحية والحمدان التابعة لها.

 

وفي طبقة أخرى من التدمير إضافة إلى عملية نزع الممتلكات، دمّر طيران مجهول الهوية خمسة مبان في حي الجمعيات وسط البوكمال، بعد أن تم تحويلها لمقار ومستودعات تابعة لعناصر الحرس الثوري الإيراني.

الحكومة التركية والفصائل الموالية لها ترتكب انتهاكات حقوق الأرض والسكن:

أما فيما يخص انتهاكات القوات التركية والميليشيات الموالية لهم، استمرت في استغلال قضية النازحين واللاجئين السوريين لتنفيذ تغيير ديموغرافي في عفرين ذات الغالبية السكانية من الكرد، من خلال توطين عائلات نازحة تضم تضم نحو 10,000 فلسطيني، إلى جانب المسلحين المنخرطين في فصائل المعارضة الموالية لها.

 

وقد مولت أطراف خارجية عدة بناء 29 مجمعاً سكنياً، خلال العام 2023، تم بناء 13 منها بدعم من منظمات فلسطينية و4 بدعم كويتي، و3 بدعم سعودي، و3 بدعم قطري، و3 بدعم من منظمتي سواسية و المؤسسة الدولية للتنمية الاجتماعية (SDI)، وبالتنسيق مع منظمات أخرى، و2 بدعم من منظمة “دينيز” التركية، ومجمع واحد، بدعم من سيدة أعمال خليجية.

 

وتوزعت هذه المجمّعات قرب مدينة عفرين الكردية، وفي النواحي والقرى التابعة لها، أبرزها جنديرس وشيراوا، وشران، وجبل الأحلام، وغزاوية، وخالدية، وكفر صفرة، وكفرروم. وبينما وفرت تلك المشاريع في توفير السكن للمحتاجين، إلا أنها تساهم في كذلك في تغير التركيبة السكانية المتعمد ضد السكان الأكراد، والتي تنتهجه الحكومة التركية، في جميع أنحاء الإقليم.

 

وتفرض فصائل “الجيش الوطني السوري” الموالية لتركيا على السكان، دفع مبالغ نقدية (إتاوات) خارج سياق الضرائب، كالمبالغ مقابل استعادة منزل استولى عليه أحد عناصر الجيش الوطني أو فصيل يتبعه، والمبالغ المحددة للأراضي الزراعية بحسب عدد الأشجار، ثم مرة أخرى أثناء جني المحاصيل. وطالت الإتاوات معاصر زيت الزيتون وأصحاب الجرارات الزراعية والشاحنات، بما فيها التي نقلت المساعدات لمتضرري زلزلال 6 شباط/ فبراير 2023.

 

خلال العام الماضي 2023، رصدت منظمة إنسايت، حالات فرض إتاوات في 114 حالة، فرض 51 منها فصيل سليمان شاه (معروف باسم العمشات)، و8 حالات من جانب الشرطة العسكرية، وفصيل السلطان مراد، وفرض كل من فرقة الحمزة وفيلق المجد إتاوات في 5 حالات، وكل من جيش الشرقية وصقور الشمال، وفيلق الشام إتاوات في 4 حالات. ونفّذت الفصائل نفسها في منطقتي عفرين ورأس العين، 97 عملية إستيلاء على الممتلكات من منازل وأراضي وآليات زراعية، من بينها 38 ممتلكات خاصة تعود لأشخاص كبار السن من النساء والرجال.

 

وبلغ عدد الأشجار التي تم قطعها خلال العام الماضي 2023 في منطقة عفرين 12566 شجرة، بينها 8831 شجرة زيتون، وذلك بهدف بيع الأخشاب أو الفحم. كما أتلفت الحرائق التي توجد مزاعم حول افتعالها في عفرين بهدف بيع الفحم ولدوافع كراهية 3505 شجرة خلال العام 2023.

 

وسجلت منظمة إنسايت خلال العام 2023، عدد من الحالات لجرف وتنقيب عشوائي، لمواقع أثرية بلغ عددها 10 في عفرين و2 في رأس العين. كذلك، الفصائل المدعومة من النظام التركي، دمرت وهدمت مواقع أثرية وتاريخية أخرى في عفرين، وشملت تلك المواقع المتضررة في عفرين: محيط قلعة “النبي هوري” ومزار “جيل خانه” الإيزيدي، وتلتي “عين ديبة” و”كوفيجيه” ومساحات جبلية في محيط قرية “إسكان”. وطال التدمير مئذنة جامع “ميدان أكبس” وهدم جامع قرية “كاخرة” وتخريب مزار ومقبرة “الشيخ حميد” الإيزيدية قرب قرية “قسطل”.

 

وفي المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا[1]، صعّدت القوات التركية هجماتها من خارج الحدود بواسطة الطائرات الحربية والمسيّرة والقصف المدفعي خلال ثلاث فترات من العام 2023، الأولى في كانون الثاني/ يناير والثانية في تشرين الأول/ أكتوبر والثالثة في كانون الأول/ ديسمبر. واستهدفت القوات التركية خلال هذه الهجمات 952 موقعاً، 728 منها مناطق سكنية و81 منشآت للبنية التحتية و55 موقع عسكري لقوات سوريا الديمقراطية و65 موقع لقوات الحكومة السورية و23 ضربة ضمن الأراضي الزراعية. ما يعني أن 76 % من أهدافها كانت مناطق سكنية، بالإضافة لأضرار أخرى في مساكن قريبة من المواقع المستهدفة الأخرى.

 

وأدت سيطرة تركيا على عفرين في عمليتها العسكرية “غصن الزيتون” عام 2018، لنزوح حوالي 300,000 شخص يسكن بعضهم في قرى وبلدات وخمس مخيمات بريف حلب الشمالي هي الشهباء، وبرخدان، وعفرين، والعودة، سردم، بينما توزّع الآخرون في مدن حلب والحسكة والقامشلي والمالكية/ ديرك، أو هاجروا خارج البلاد بعد سيطرة عناصر “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا على منازلهم وحقولهم. ويضمّ مخيّم نازحين الشهباء، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى العام 2016، نحو 100 عائلة مهجّرة قسرياً أيضاً من مدينة حلب وأريافها خلال المعارك بين الحكومة السورية والمعارضة ما بين العامين 2011 و2016.

 

كما أدت سيطرة تركيا على منطقتي رأس العين وتل أبيض في عملية “نبع السلام” العسكرية عام 2019، لتهجير 300,000 شخص آخر، توزّعوا على مدن الجزيرة السورية، وبقي عدد كبير منهم في مخيمات أنشأتها الإدارة الذاتية في الحسكة والمالكية.

 

 وأدت سيطرة تركيا على آبار علّوك المغذية لشبكة مياه الشرب في مدينة الحسكة، وأجزاء من ريفها الشمالي، لأزمة طويلة الأمد بسبب قطع المياه عن المنطقة.

 

كما أدى اعتماد السكان على مياه غير آمنة منقولة بالصهاريج لزيادة التكاليف المادية وتبعات صحية في زمن انتشرت فيه الأوبئة والأمراض التي تعتمد تدابير الوقاية منها على المياه النظيفة كثيراً. كما تسبب تحكّم تركيا بنسبة تدفق مياه نهر الفرات إلى مستوى 200 متر مكعب في الثانية في بعض أوقات السنة، كذلك روافدها الأصغر (أبرزها الخابور)، بتفاقم تبعات الجفاف خلال السنوات الماضية.

 

العام ٢٠٢٤

وتسبب تصعيد الغارات التركية الأخيرة بداية العام ٢٠٢٤، على مصادر ومحولات الطاقة الكهربائية، وحقول وخزانات النفط، والمعمل الوحيد لغاز الطهي لتأثيرات طويلة الأمد في كلفة الحصول عليها. ولم تتمكن منازل مدينة القامشلي من الوصول إلى الكهرباء العامة، منذ استهداف الغارات التركية محولات الكهرباء فيها منتصف يناير 2024، كما ارتفعت أسعار أسطوانة غاز الطهي من 8 آلاف ليرة سورية إلى 150 ألف ليرة، ثم قررت الإدارة الذاتية تخفيض السعر إلى 100 ألف ليرة. وقدّر إداريون في محطة غاز السويدية أن تكلفة الصيانة بسبب الأضرار بلغت مليار دولار أمريكي.

 

كما أدت الضربات لارتفاعات مستمرة في أسعار المشتقات النفطية، من بينها وقود التدفئة ومخصصات السيارات ومخصصات تشغيل مضخات الآبار الزراعية. وفي إطار تقييم الخسائر والأضرار للبنى التحتية، الناجمة عن 580 عملية عدائية من قبل القوات التركية ضد 104 موقع في مناطق شمال سوريا وشمال شرق سوريا، في الفترة ما بين5-9 أكتوبر/تشرين الأول 2024، والتي شملت البنى التحتية الحيوية، مثل محطات الطاقة والغاز، والمياه والمرافق التعليمية، فقد بلغت كلفة إصلاح تلك الخسائر أكثر من 1.270 مليار دولار.

 

و خلال العام الحالي ٢٠٢٤، رفعت الإدارة الذاتية، سعر الخبز المدعوم، وقللت كميات الوقود التي تباع بسعر مخفّض عموماً، بينما خفّضت سعر المحاصيل الأساسية التي تشتريها من مزارعي المنطقة، وأبرزها القمح، ثم الشعير والقطن، وطالت الأضرار من تلك السياسات، نحو ثلاثة ملايين شخص من العرب والكرد والمسيحيين في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة.

 

وكانت تركيا قد هددت على لسان وزير دفاعها، بتدمير البنية التحتية لمنطقة الإدارة الذاتية، ونشرت وزارة الدفاع التركية أيام 13 و14 و15 من يناير مشاهد تدمير للمنشآت، وبعضها معامل خاصة، زاعمة أنها تموّل حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا ودول أخرى، إذ تتهم تركيا قوات سوريا الديمقراطية بالارتباط به. وتلك المزاعم التي تروج لها تركيا، غير مبررة لأن الإدارة الذاتية (وهي سلطة الأمر الواقع في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية) لا تتقاضى أموالاً لقاء توفير الكهرباء العامة والمياه، كما أن معظم مراكز الكهرباء المدمّرة كانت محطات تحويل فقط، لا تنتج الكهرباء ولا تبيعها، الأمر نفسه ينطبق على منشآت الوقود والمطاحن ومعمل الغاز، والتي كانت تقدم الخدمات بسعر مدعوم، ما يعني عدم وجود أموال ناتجة عن عملها، و(لا تتوفر معلومات عن أعمال استخراج النفط).

 

مصادرة ونهب الممتلكات العامة والخاصة

وفي النصف الأول من العام الحالي ٢٠٢٤، قامت فصائل “الجيش الوطني” بـ 16 عملية استيلاء ونهب الممتلكات العامة والخاصة، 15 منها لممتلكات خاصة من أراضي زراعية ومنازل وسيارة، حيث في منطقة عفرين وحدها قامت الفصائل بـ 14 حالة استيلاء، وحالة واحدة في كل من مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي ورأس العين. وقد سجلت منظمة إنسايت، خلال النصف الأول من العام الحالي، قطع 2020 شجرة من بينها 1263 شجرة زيتون. ومن أبرز الجهات المسؤولة عن إتلاف الغابات وحقول المزارعين في الحالات التي رصدها الفريق، هي فصائل فرقة الحمزة، والسلطان مراد، وسليمان شاه.

 

كما رصدت منظمة إنسايت أعمال تخريب لمزار “منان” الديني الإيزيدي الواقع قرب كفر جنة بريف عفرين، حيث شملت الأعمال تدمير قبته وحفر داخله. وفي الجانب الآخر، تعرض النازحون في مخيمات عفرين من حصار تفرضه الحواجز الحكومية على عبور الأغذية والوقود والدواء. وتعرض المتنقلون بين مناطق النفوذ المختلفة لنهب أمتعتهم، وفرض إتاوات مالية، لا سيما من جانب حواجز الفرقة الرابعة التابعة للقوات الحكومية.

 

المزيد من حالات النزوح والتلاعب الديمغرافي

واستمرت تركيا، خلال العام ٢٠٢٤، في بناء وحدات سكنية لإيواء نازحين من مناطق سورية أخرى وتوطين عائلات مسلحي المعارضة في منطقة عفرين، ما تسبب بالسيطرة على ممتلكات عامة ونهب الأراضي الزراعية، ويسرّع التغيير الديموغرافي في عفرين ومحيطها بريف حلب الشمالي. وبلغ عدد المجمّعات السكنية التي رصدها فريق الرصد في إنسايت خلال النصف الأول من العام 2024، 11 مجمعاً، تم بناء 1 منها بدعم فلسطيني، و2 بدعم منظمات مقرها في بريطانيا، فيما جرى تشييد البقية بدعم تركي.

 

ومن جهة أخرى، في 11 أغسطس/آب 2024، هاجمت قوات النظام السوري، والفصائل الموالية لها، قوات سوريا الديمقراطية، في الجانب الغربي من قرية دير الزور، واحتدم الصراع بينهم لمدة أسبوع، أي من الطرفين بمبادئ القانون الإنساني في التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.

 

وواجه الضحايا من المدنيين أوقات صعبة، عقب إندلاع النزاع بشكل مفاجئ، حيث قتل او أصيب الكثير من المدنيين، نتيجة القصف المتبادل، من بينهم 25 قتيل، وإصابة 28 أخرين، فضلا عن تضرر منازلهم وممتلكاتهم، وإضطرارهم إلى الانتقال إلى مناطق قريبة من قراهم المدمرة على أمل العودة فور انتهاء تلك العمليات العسكرية.

 

فيما أفاد شهود عيان، بأن التمركزات الأمنية والحراسة متواجدة بالقرب من ضفاف النهر، باعتبار أنه خط التماس بين منطقتي النفوذ، لكن ذلك يجعلهم قريبين من المنازل على الضفة، أو في وسطها أحياناً. وقد أدى استخدام المهاجمين للمدفعية وقذائف الهاون إلى سقوط القذائف داخل منطقة مأهولة بالسكان. هذا في خضم تلك العمليات العسكرية، نزح المدنيون من كلا ضفتي نهر الفرات، إلى مناطق أكثر أماناً قريبة من قراهم، أو إلى مناطق البادية في الصحراء، هرباً من القصف المحتدم بين الطرفين. وقد تركز القصف على قرى الدحلة، أبو حمام، الكشكية، والبصيرة، فضلا عن تعرض ما يقرب من 100,000 من السكان المحليين لمخاطر الحرمان من الوصول إلى الغذاء والمياه الصالحة للشرب.

 

وقدر شهود عيان، بأن عدد النازحين نتيجة اندلاع القصف في أغسطس/آب 2024، في دير الزور، 3500 أسرة، فروا للبحث عن أماكن آمنة وقريبة من قراهم، أو إلى صحراء البادية، هذا بالإضافة إلى 6500 أسرة، قد فرت إلى أماكن قريبة من مساكنهم، منذ الاشتباكات المسلحة في أغسطس الماضي 2023، على أمل عودتهم مرة أخرى، وأن تظل العمليات العسكرية في مناطق محددة.

 

انتهاكات متراكمة

وفي خضم هذا التصعيد، يستمر تعرض السكان المحليين إلى الجباية والنهب. ففي شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، فرضت فصائل العمشات المسلحة، رسومًا على السكان الأكراد في منطقة شيه/شيخ الحديد، في بلدة معبطلي، والعديد من القرى المحيطة الواقعة تحت سيطرتها، حيث أفادت التقارير أن تلك الفصائل جمعت ما يعادل أكثر من 730,000 يورو.

 

وفي قرية كاخرا/ياخور التابعة لريف عفرين، والتي هدمت فصائل العمشات، مسجداً محلياً بها في عام 2023 (انظر أعلاه)، نظمت النساء مظاهرة في 15 سبتمبر/أيلول 2024، احتجاجاً على استمرار التعرض للجباية وغيرها من الانتهاكات، التي ترتكبها تلك الفصائل، والتي أفادت التقارير أنها سرقت 17,000 دولار من 170 عائلة كردية محلية لا تزال تقيم في القرية. وقد هاجم رجال فصيل العمشات المسلحون، المظاهرة السلمية بالعصي والهراوات والرصاص الحي، مما أدى إلى إصابة 20 شخصاً من سكان القرية من جميع الأعمار، من النساء والأطفال وكبار السن، بما في ذلك رجل وامرأة يبلغ عمر كل منهما 80 عاماً.

 

الخاتـمـة

تشير العديد من تقارير منظمات حقوق الإنسان، ومناشدات المدنيين في شمال شرق سوريا، إلى الانتهاكات الممنهجة والمتكررة بحق المدنيين في الشمال السوري، من قبل كافة الفصائل المتحاربة، سواء الموالية للحكومة السورية أو إيران، أو التواجد العسكري الأمريكي، أو الميليشيات الموالية للحكومة التركية والمدعومة منها. سواء من خلال فرض جبايات ورسوم غير مشروعة، على من تبقى من السكان، أو من خلال الوسائل العسكرية لإجبار المدنيين على التهجير القسري ونهب الممتلكات والأراضي والمساكن، لإحداث تغيير ديموغرافي، بالإضافة إلى حرمانهم من الحصول على الغذاء الكافي والمياه الصالحة للشرب كعقاب جماعي. ويشكل ذلك عائقاً أمام عودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم واستعادة ممتلكاتهم وفقاً لمبدأ الحق في الانتصاف، لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين.

 

وينبغي أن تتحمل جميع الحكومات التي تعمل بشكل مباشر أو من خلال وكلائها على أراضي الشعب السوري، التزاماتها في مجال حقوق الإنسان والقانون الإنساني، بما فيها الإلتزامات خارج الحدود الإقليمية لدول تلك الحكومات، لتجنب انتهاكات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان المتضررين. وسواء ارتُكبت تلك الممارسات من قبل هذه الدول بشكل مباشر أو من خلال وكلائها، فإنها قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما إن جميع حالات التهجير التي تم سردها في هذا التقرير قد ترقى إلى جريمة الإخلاء قسري. سواء في وقت السلم، أو في حالات النزاع والاحتلال والحرب، حيث تصنف عمليات الإخلاء القسري على أنها ”انتهاك جسيم“ لحقوق الإنسان. ويحق للأشخاص والأسر المتضررة والأسر التي تتعرض لمثل هذا الانتهاك الجسيم الحصول على الجبر، وهو حزمة شاملة من الاستحقاقات، بما في ذلك الحق في رد الحقوق، والعودة، وإعادة التوطين، والتعويض (عن الظروف والقيم التي يستحيل استعادتها مادياً)، وضمانات عدم التكرار، ورضا الضحايا بأن العدالة ـــــ وكما تسعى منظمة ”إنسايت“[2] ـــــ قد تحققت.

 

وكما سبق أن قدمت شبكة حقوق الأرض والسكن، في آلية نظام المعاهدات لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فإن جميع السوريين المهجرين والذين تم انتهاك حقوقهم الإنسانية المقدسة ـــــ مثلهم مثل الجميع ـــــ يتمتعون بالحق المكفول بموجب المعاهدة في الانتصاف. فقد عانى السوريون ما يزيد عن عقد من الزمن من الانتهاكات الممنهجة، التي طالت مساكنهم، وأراضيهم، ومياههم، وسبل معيشتهم في سياق النزاع والاحتلال والحرب التي يغطيها هذا التقرير. ومع ذلك، فإن هذه الانتهاكات لها نطاق أطول، ولجميع الأشخاص المتضررين نفس الحق في سبل الانتصاف. ويبقى السوريون الذين عانوا طويلاً من تكاليف الخسائر والأضرار التي لا توصف، هم أكثر الملفات إلحاحاً في أولوياتنا.

الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والمعروفة أيضًا باسم روج آفا (بالكردية: Rojavayê Kurdistanê)، هي منطقة حكم ذاتي بحكم الأمر الواقع في شمال شرق سوريا تتكون من مناطق فرعية تتمتع بالحكم الذاتي في مناطق عفرين والجزيرة والفرات والرقة والطبقة ومنبج وضاير الزور. وتتمتع مناطق الحكم الذاتي بهيكل إداري مستوحى من مفاهيم الكونفدرالية الديمقراطية، ويشمل ويخدم سكانًا سوريين متعددي الأعراق من العرب والأكراد والتركمان والآشوريين والأرمن والشركس واليزيديين الذين يمثلون مجموعات لغوية وطوائف دينية مختلفة.

للأطلاع على  كامل الملف :North Syria_Final_AR

ShareTweetPin

Related Posts

انتهاكات حقوق الانسان خلال النصف الأول من عام 2025
تقارير دورية

انتهاكات حقوق الانسان خلال النصف الأول من عام 2025

يوليو 23, 2025

المقدمة: شكل سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024 نقطة تحول بالنسبة للسوريين الذين عانوا من الاستبداد والقمع والجرائم لعقود انتهت بـ 13 عاماً من الحرب وأزماتها. وخطت القيادة الجديدة للبلاد خطوات هامة نحو السلام كدمج غالبية...

العقوبات الموجهة والفعالة تعزز المحاسبة على طريق العدالة
إحاطات

العقوبات الموجهة والفعالة تعزز المحاسبة على طريق العدالة

يونيو 1, 2025

في خطوة تعزز من مسار العدالة والمحاسبة لكافة السوريين/ات أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء في الثامن والعشرين من أيار/ مايو 2025 عن فرض عقوبات على ثلاثة كيانات وشخصيتين على خلفية اتهامهم بالتورط في أعمال عنف دامية على أساس طائفي...

الاختطاف الطائفي.. اختفاء قسري جديد يهدد النساء في سوريا
تقارير مواضيعية

الاختطاف الطائفي.. اختفاء قسري جديد يهدد النساء في سوريا

مايو 19, 2025

مقدمة رصدت منظمة إنسايت حوادث اختطاف للنساء والفتيات والأطفال في مناطق الساحل السوري ما بين مطلع شباط/ فبراير الماضي وأيار/ مايو 2025. وخلال عملياتها الأمنية في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، لا سيما أيام 6 و7 و8 آذار/ مارس...

فاجعة عائلة.. آباء وأمهات قضوا في عملية قتل جماعي في بانياس
دراسات حالة

فاجعة عائلة.. آباء وأمهات قضوا في عملية قتل جماعي في بانياس

أبريل 23, 2025

تعرض دراسة الحالة هذه، جريمة قتل جماعي لـ 6 مدنيين من عائلة واحدة في 7 آذار/ مارس 2025 في مدينة بانياس غربي سوريا خلال عملية عسكرية أعلنتها قوات الحكومة السورية الجديدة ضد جماعات مسلحة تابعة للنظام السابق. تناقش الدراسة...

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

منظمة إنسايت  |  ‏    ‎Insight organization‎‏

منظمة إنسايت | ‏ ‎Insight organization‎‏

منظمة مستقلة غير ربحية تعمل بكل جهودها على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا

تصنيفات

  • أنشطة (10)
  • إبلاغات (2)
  • إحاطات (2)
  • إنفوغرافيك (5)
  • بيان (5)
  • تقارير (23)
  • تقارير دورية (10)
  • تقارير مواضيعية (14)
  • دراسات (11)
  • دراسات حالة (11)
  • رئيسية (48)
  • شكاوى وإبلاغات (1)
  • مرئيات (5)

آخر المنشورات

  • أشهر وأعوام معدودة.. أعمار ضحايا القتل التركي بذريعة محاربة الإرهاب

    أشهر وأعوام معدودة.. أعمار ضحايا القتل التركي بذريعة محاربة الإرهاب

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • الاختطاف الطائفي.. اختفاء قسري جديد يهدد النساء في سوريا

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • انتهاكات حقوق الانسان في سوريا خلال الربع الأول من العام 2025

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • ثلاثة أيام دموية.. عنف وانتقام طائفي في الساحل السوري

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • البيان التأسيسي لمنظمة INSIGHT

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
اندلع نزاع جديد في الساحل السوري، منذ الخميس السادس من آذار/ مارس، ما بين قوات الحكومة السورية الجديدة ومجموعات مسلحة مؤيدة لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، ما أدى لحدوث عمليات قتل جماعي وأعمال نهب وانتهاكات واسعة. ورصدت منظمة إنسايت مقتل 500 مدني في الساحل السوري أيام 6 و7 و8 آذار 2025، غالبيتهم من الطائفة العلوية، وعدد قليل منهم من السنة والمسيحيين والكرد. وبدأت الأحداث عندما تعرضت دوريات وحواجز "الأمن العام" الحكومي بريف اللاذقية لهجمات وكمائن أسفرت عن قتلى عسكريين ومدنيين بحسب البيانات الحكومية الرسمية التي أعلنت بدء عمليات أمنية ضد "فلول النظام السابق". وأدى تواصل التصعيد الدموي يومي الجمعة والسبت لمقتل عناصر تابعين للحكومة الانتقالية، وجابت قوات الحكومة السورية وفصائل منضمّة لها حديثاً وجماعات مسلحة غير نظامية مؤازرة لها قرى وبلدات وأحياء الساحل السوري، ونفذت عمليات واسعة للقتل الجماعي والاعتقال والنهب في أحياء وقرى كاملة. وارتكبت أرتال القوات الأمنية للحكومة والمؤازرون لها العديد من المجازر وبث الذعر في منطقة العمليات التي شملت اللاذقية وجبلة وطرطوس وبانياس وريف حماة. وتواصلت منظمة إنسايت مع شهود وذوي ضحايا وناشطين في منطقة الساحل، أفادوا بوقوع أعمال القتل التي تعرضها هذه الإحاطة، مع أعداد الضحايا الذين تمكّن فريقنا من توثيق مقتلهم، وأسماء قرى وأحياء حدثت فيها مجازر بحق المدنيين خلال أيام 6 و7 و8 آذار/ مارس 2025. وتشكل الممارسات التي تقوم بها القوات التابعة لوزارة الدفاع والقوات المؤازرة لها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وترقى إلى جريمة حرب.
قتل جماعي
وارتكبت الأرتال والمجموعات المسلحة التابعة للحكومة مجازر جماعية بحق عائلات بأكملها، وصل عدد الضحايا في بعضها إلى ستة أفراد، وتكرر جمع الرجال والشباب في عدة قرى وبلدات واقتيادهم إلى ساحة وإعدامهم ميدانياً وجماعياً. وبلغ مجموع الضحايا المدنيين الذين سجلت إنسايت مقتلهم خلال الأيام الثلاثة (الخميس والجمعة والسبت) 500 مدني/ة، هم 424 رجلاً و51 امرأة و25 طفلاً/ة. وتم تنفيذ غالبية حوادث القتل على أساس الهوية الطائفية (ضد العلويين)، وتضمنت قوائم الضحايا أطباء ومهندسين وأكاديميين ورجال دين وطلاباً جامعيين، بعضهم كان معارضاً لنظام الأسد وآخرين لا ذنب لهم سوى العيش أو التواجد في منطقة اندلع فيها نزاع مسلّح. يقول ناشط في مدينة جبلة إن "أعمال تصفية ممنهجة تمت على الهوية، وقتل القناصون المنتشرون على الأسطح كل من تحرك في مرماهم". ويضيف أنه، بالإضافة للقتلى المدنيين وتهجير العائلات إلى الجبال مع نهب الممتلكات والتعدي على المنازل، فإن "أي شخص كان عسكرياً لدى النظام السابق، وحتى لو قام بعملية تسوية تتم تصفيته فوراً أو الاعتداء عليه بالضرب المبرح أمام أطفاله، وسلب ممتلكاته وإطلاق النار على منزله وتدميره"، بحسب الصحفي. وتقول شاهدة أخرى تقيم في الخارج وتتواصل مع نساء من جيرانها في ريف جبلة: "قتلوا جميع الرجال الموجودين في قرية الصنوبر، ولم يتمكن أحد من دفنهم". وفي حوادث أخرى، لم يتم التمييز بين الرجال والنساء والأطفال وكبار السن، إذ طال القتل في بعض الحالات أفراد العائلة جميعاً، يقول شاهد في بانياس: "تم قتل ابنة أختي وزوجها وأبناءها الصغار". وتفيد البيانات التي جمعتها إنسايت أن من بين الضحايا قتل 27 طبيباً/ة وصيدلانياً/ة، و4 أطفال من المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، وعامل مع وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة، وآخرون طلاب جامعيون ومتقاعدون لا يمكن اتهامهم بالمشاركة في أعمال قتالية ضد قوات الأمن التابعة للحكومة.   وخلال العمليات، ارتكبت المجموعات المحسوبة على الحكومة الانتقالية ممارسات منافية للكرامة الإنسانية ونفذت اعتقالات واسعة دون وجود تهم أو معلومات عن المستهدفين الذين لا ذنب لهم سوى كونهم من الطائفة العلوية. ويقدر ناشطون محليون عدد النازحين بالآلاف، بينما لم يتمكن مصابون من الحصول على الرعاية الطبية، ذلك وسط انقطاع الطرق للمشافي وانقطاع الكهرباء في اللاذقية، وأعمال نهب واسعة النطاق. وقامت وزارة الدفاع يوم السبت 8 آذار/ مارس بإغلاق طرق ونصب حواجز للحد من أعمال النهب الواسعة للممتلكات، والتي شملت بحسب شهود الأموال والسيارات والأثاث.
أحقاد وكراهية
ويعيش سكان المناطق ذات الغالبية السكانية من الطائفة العلوية حالة ذعر من استمرار المجازر، وقال شاهد إنهم يشعرون بأنفسهم في طابور "على الدور" لمواجهة القتل مع عائلاتهم. وتصاعدت خطابات الكراهية ودعوات التجييش والانتقام بين السوريين، وظهرت دعوات ذات طابع طائفي عبر مكبرات الصوت لمساجد عدة مناطق سورية، وخلال وقفات متضامنة مع القوات الحكومية. واطلعت إنسايت على مقاطع فيديو لمسلحين يرتكبون أعمال قتل أو يعبرون مع إعلاميين مؤازرين للحكومة عن فرحهم بالأعمال الانتقامية الواسعة للقتال دون رحمة، وسط غياب أي تأثير لأصوات الحكماء على قادة القتال ومراكز القرار. وأعلنت وزارة الدفاع في دمشق تشكيل لجنة لرصد المخالفات وتجاوز تعليماتها خلال العمليات في الساحل وإحالة مرتكبيها للمحكمة العسكرية، لكن ناشطين قالوا إن الانتهاكات مستمرة في بلدات وقرى العلويين. ويحذّر مختصون في القانون والسياسة من تبعات الانتهاكات الواسعة والأعمال الانتقامية التي لا تميز بين المسلحين والمدنيين الأبرياء، بما فيها وحدة البلاد ومستقبل الحكومة الجديدة ومدى قدرتها على حفظ السلم الأهلي. وحذرت منظمة إنسايت، في تقرير سابق، من أن خطاب الكراهية المنتشر بعد سقوط نظام الأسد يهدد بتقويض السلم الأهلي، ويشير لوجود مخاطر حقيقية ووشيكة لوقوع حوادث إبادة جماعية أو جرائم مماثلة. ودعت المنظمة المجتمعات المحلية بداية لتعزيز التسامح بين الطوائف الدينية والعرقية وترك مسألة المحاسبة للسلطات القضائية الرسمية التي نطالبها بتعزيز جهودها وآلياتها لمساءلة الجناة وتحقيق العدالة لضحايا الجرائم والانتهاكات وذويهم. وقال أحد أعضاء فريق التوثيق بمنظمة إنسايت المتواجدين في الساحل، السبت أثناء عرضه للبيانات لزملائه، إنه يشعر بالألم لأنه يرد على الناجين من ذوي الضحايا، الفارين إلى جبال وغابات الساحل والمهددين أيضاً بالقتل، بعبارة: "الله يعينكم، وما فينا نعمل شي غير التوثيق".   من يتحمّل المسؤولية؟ لا شك أن النظام السوري السابق ورئيسه بشار الأسد يتحمّل مسؤولية إضفاء صبغة طائفية على الجرائم التي ارتكبها طيلة عقود، وما يحدث اليوم نتيجة لزرع الانقسام والكراهية بين المكونات السورية، ويصب في صالح ترويجه لفكرة أنه كان يمنع الفوضى ويمنع الاقتتال. إن العدالة تقتضي محاسبة راس النظام وأركانه. كما يتحمّل معلنو الحرب ضد الحكومة الجديدة المسؤولية عن وقوع الضحايا العسكريين والمدنيين ونشوب نزاع جديد أدى لوقوع انتهاكات واسعة، وأبرزهم مقداد فتيحة وغياث دلا وسهيل الحسن وإبراهيم حويجة، تم اعتقال الأخير، ولا بد من محاسبتهم على جرائمهم بحق السوريين وعدم تحميل أي مجتمع وزر جرائمهم. وتتحمل السلطات السورية الجديدة مسؤولية الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها بعد أن زجت بفصائل ومجموعات غير منضبطة في الساحل السوري، وسمحت بأعمال انتقامية جماعية. ورغم تعرض قوات الحكومة الانتقالية لهجمات وكمائن دفعتها للرد بعملية أمنية، إلا أن زج كل المجموعات في الحرب لم يكن متناسباً مع ما حدث، كما أن الأسلحة المستخدمة من رصاص وقذائف ومدافع وطائرات مسيّرة وحربية وسعة المناطق المستهدفة لم يكن متناسباً مع ملاحقة مجموعات معينة. ورغم أن المهاجمين انتشروا في المنطقة دون وجود مواقع عسكرية محددة لهم، وتراجعوا للجبال خلال اليوم الثاني للاشتباكات، لكن السلطات لم تكن مضطرة لهذه العمليات الواسعة وحشد المجموعات ذات الطابع الطائفي لتحقيق نصر أمني واعتقال المطلوبين لها. وينص القانون الإنساني الدولي على مبدأ التمييز في العمليات العسكرية بين المدنيين والعسكريين، لكن تم خرق هذا المبدأ مراراً وتكراراً وفي أماكن متعددة خلال العمليات العسكرية في الساحل، وتعرض المدنيون جراء ذلك لخسائر في الأرواح. وتتحمل الحكومة مسؤولية سلامة مواطنيها حتى إن كانوا في منطقة نزاع خارج نفوذها، وعليها أن تكون المبادر لحلول تضمن السلم الأهلي والاستقرار بدل المشاركة في تقويضه. وترقى الجرائم المرتكبة إلى وصفها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما تنطبق عليها بعض بنود تعريف الإبادة الجماعية. وأبدت السلطات خطوات إيجابية حين دعا الرئيس أحمد الشرع إلى "حماية المدنيين.. وعدم السماح لأحد بالتجاوز والمبالغة في رد الفعل"، وإعلان وزارة الدفاع عن تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات التي حصلت، وإحالة مرتكبيها للمحاكمة. وقال شاهد في مدينة اللاذقية إن الحالة الفصائلية بدت واضحة خلال العمليات، "لم يندمجوا، وكثير من الأحداث التي تداولها الإعلام كاشتباكات بين الأمن العام وفلول النظام، كانت بين الأمن العام (المركزية) والفصائل المنخرطة حديثاً في الجيش السوري الجديد". ومن بين تلك الحوادث اشتباكات اندلعت يوم 8 آذار في نادي الضباط في اللاذقية بين قوات الأمن العام وفصائل منضمة للقوات الحكومية. وأضاف أن الكثير من الناس لا سيما في الأرياف حاولوا الاعتراض على دخول أي طرف لقراهم، "بسبب أنهم شاهدوا عناصر متوحشين يقتلون أي شيء يتنفّس". لكن وزارة الدفاع تتحمل مسؤولية محاسبة مرتكبي الانتهاكات عن كافة الفصائل المنضوية تحت لوائها والتي شاركت في "مؤتمر النصر" المنعقد في 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، بما فيها فصائل سليمان شاه وفرقة الحمزة وأحرار الشرقية التي تمتلك سجلاً سيئاً للجرائم والانتهاكات في الشمال السوري وتبوّأ قادتها مناصب عليا في الجيش السوري الجديد. كما أنها مسؤولة عن ممارسات المقاتلين الأجانب في صفوف أرتالها والذين تميزوا بخطابات دينية متشددة، وكذلك مجموعات المدنيين المسلحين الذين انضموا للعملية التي أطلقتها الوزارة.  
الإطار القانوني
تخضع النزاعات المسلحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، اللذين يهدفان إلى حماية المدنيين وممتلكاتهم وضمان المساءلة عن الجرائم الجسيمة. وترقى الانتهاكات التي وقعت خلال الأحداث في الساحل السوري والنماذج الواردة في التقرير، إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وربما إبادة جماعية، وفقاً للإطار القانوني الدولي.  
  1. القتل الجماعي والإبادة الجماعية
تنص اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها (عام 1948) على أن أي عمل يستهدف تدمير جماعة قومية أو أثنية أو دينية بشكل كلي أو جزئي، من خلال القتل أو إلحاق ضرر جسدي أو نفسي جسيم، يشكل إبادة جماعية. وتعرّف المادة 6 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الإبادة الجماعية على أنها القتل أو الإيذاء الجسدي أو العقلي المتعمد لأفراد جماعة معينة بقصد تدميرها كلياً أو جزئياً. حوادث القتل الجماعي على أساس الهوية الطائفية، والتي أوردها التقرير، يمكن أن تندرج تحت هذه الأحكام، خاصة مع استهداف مجموعات محددة بناءً على انتمائها الطائفي.  
  1. استهداف المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني
  • تشكل استهدافات المدنيين في النزاع المسلح خرقاً جسيماً لاتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، حيث تلزم هذه المعاهدات أطراف النزاع بالتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين.
  • تنص المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن قتل المدنيين يشكل جريمة حرب إذا تم ارتكابه كجزء من هجوم واسع النطاق أو ممنهج ضد سكان مدنيين.
  • ما ورد في التقرير من تصفية رجال وشباب على أساس الهوية، وقتل عائلات بأكملها، يعد خرقاً لمبدأ حماية المدنيين وعدم جواز العقاب الجماعي.
 
  1. منع التمييز الطائفي والعرقي في النزاعات
يحظر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (1966) التمييز على أساس الدين أو العرق أو الأصل القومي. كما ينص الاتفاق الدولي للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (1965) على ضرورة منع أي سياسات أو أعمال تستهدف جماعة معينة على أساس الهوية. العمليات الانتقامية ضد سكان الساحل السوري، التي وثقتها منظمة إنسايت، تنتهك هذا المبدأ وتؤدي إلى تعزيز العنف الطائفي وتقويض السلم الأهلي واستمرار دوامة العنف.  
  1. مسؤولية الدولة عن منع الجرائم ومعاقبة الجناة
وفقاً لمبادئ المسؤولية عن الحماية R2P))، تتحمل الدولة مسؤولية حماية سكانها من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية. وفي حال فشلها، يمكن للمجتمع الدولي التدخل وفق ما تنص عليه الأمم المتحدة. تتحمل السلطات السورية الجديدة مسؤولية منع قواتها والفصائل المنضوية تحتها من ارتكاب انتهاكات، وضمان محاسبة المسؤولين عن المجازر والاعتداءات. إعلان وزارة الدفاع تشكيل لجنة تحقيق لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها القانونية عن حماية المدنيين ومنع الفصائل المسلحة من تنفيذ أعمال انتقامية غير منضبطة.  
  1. النهب والتدمير غير المبرر للممتلكات
تنص اتفاقيات جنيف (المادة 33 من الاتفاقية الرابعة) على حظر العقوبات الجماعية والنهب، وتعتبر أي أعمال مصادرة أو تدمير غير مبرر للممتلكات جريمة حرب. كما يُعتبر النهب والتدمير العشوائي انتهاكاً للمادة 8 من نظام روما الأساسي، التي تحظر تدمير الممتلكات دون ضرورة عسكرية. ما ورد في التقرير عن نهب الممتلكات، بما في ذلك الأموال والسيارات والأثاث، يشكل انتهاكاً واضحاً لهذه القوانين.  
  1. منع الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري
تحظر اتفاقية مناهضة التعذيب (1984) والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الاعتقالات التعسفية، وتلزم الدول بضمان سلامة المعتقلين وعدم تعذيبهم أو إخفائهم قسراً. الاعتقالات الجماعية التي نفذتها القوات الحكومية ضد المدنيين دون تهم واضحة، وفقاً للتقرير، تعد انتهاكاً لهذه الأحكام.
  1. حظر خطاب الكراهية والتحريض على العنف
تنص اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية على أن التحريض العلني والمباشر على ارتكاب الإبادة الجماعية جريمة يعاقب عليها القانون. يعتبر خطاب الكراهية الطائفي، الذي انتشر عبر مكبرات الصوت ووسائل الإعلام، عاملاً محفزاً للعنف ويؤدي إلى مزيد من التصعيد الطائفي. يجب على الحكومة اتخاذ إجراءات فعالة لمنع انتشار هذا الخطاب وضمان عدم تحريض القوات العسكرية والفصائل المسلحة على العنف الطائفي. بناءً على القوانين والأعراف الدولية المذكورة، فإن الانتهاكات المرتكبة في الساحل السوري تستوجب تحقيقاً دولياً مستقلاً ومحاسبة المسؤولين عنها. يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات لضمان عدم الإفلات من العقاب، كما ينبغي على الحكومة السورية الجديدة تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في وقف هذه الفظائع ومنع تكرارها. إن محاسبة الجناة وفق القانون الدولي ليست فقط ضرورة لتحقيق العدالة، ولكنها أيضاً خطوة حيوية لمنع انهيار السلم الأهلي ومنع وقوع مزيد من الجرائم ضد المدنيين.  
توصيات
  • على الحكومة الحالية:
  • إعلان وقف الأعمال العسكرية العامة في منطقة الساحل واستبدالها باعتقال المسؤولين عن مهاجمة قوى الأمن والمدنيين وتقديمهم لمحاكمات عادلة.
  • تشكيل لجنة تحقيق مستقلة حول الانتهاكات ومحاسبة جادة لكل مرتكبيها ومن كل الأطراف، وحل أو دمج كامل لعناصر الفصائل غير المنضبطة حتى لا تصبح الانتهاكات نهجاً للجيش السوري الجديد.
  • ضمان حقوق الملكية والكرامة واحترام حقوق الإنسان خلال العمليات الأمنية واعتقال المطلوبين.
  • البدء بخطوات عاجلة لإعادة بناء الثقة بين المجتمعات والأطراف السياسية السورية والتخلي عن نهج اللون الواحد الذي طغا على مؤتمر النصر ومؤتمر الحوار الوطني، لتجنب انهيار الحكومة أو الانزلاق نحو تقسيم البلاد أو التدخل الخارجي.يمكنكم قراءة المادة كاملاً من الرابط هنا
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • تقارير
    • تقارير دورية
    • تقارير مواضيعية
    • شكاوى وإبلاغات
    • إحاطات
  • دراسات
    • دراسات حالة
    • دراسات تحليلية
    • دراسات قانونية
  • مرئيات
    • فيديو
    • صور
    • إنفوغرافيك
  • إبلاغات
  • أنشطة
  • من نحن
  • English