إنسايت تنال العضوية النشطة في التحالف الدولي للموائل
يوليو 31, 2024الضحايا المدنيون في اشتباكات دير الزور
أغسطس 10, 2024مقدمة:
سجلت منظمة إنسايت انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، خلال شهر تموز/يوليو من عام 2024، في ظل استمرار النزاع في البلاد وغياب آليات المحاسبة والانتصاف.
وبغرض إعداد هذا التقرير، أجرى فريق الرصد في “إنسايت” أبحاثاً عبر المصادر المفتوحة واتصالات مع مصادر ميدانية مباشرة وناشطين وحقوقيين لإعداد البيانات التي استند التقرير لبعضها.
كما استخدم فريق إعداد التقرير مواد توثيقية تم جمعها بغرض إعداد تقارير مواضيعية، إلى جانب التقارير والنداءات التي أطلقتها منظمات محلية أخرى.
وامتدت فترة جمع البيانات من مطلع تموز/ يوليو إلى مطلع آب/ أغسطس، بينما عمل الفريق لنحو أسبوع للتحقق من البيانات.
وتظهر الأعداد، التي نعتقد أنها في الواقع أكثر مما أحصاه فريقنا، انتهاكات القتل والإصابة على يد كافة أطراف النزاع، والاعتقال خارج نطاق القانون، الذي يهدد أيضاً بتعرض بعض الضحايا للتعذيب والإخفاء القسري.
كما يعرض التقرير انتهاكات أخرى تسبب المزيد من المآسي في البلاد كالاستيلاء على الممتلكات وحرائق الغابات والحقول التي يُعتقد أنها مفتعلة، بالإضافة لرصد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ووصل إجمالي عدد ضحايا القتل والإصابة على الأراضي السورية التي رصدتها “إنسايت”، خلال تموز 2024، إلى 204 شخص على الأقل، قُتل 109منهم، وأصيب 95 منهم.
الضحايا المدنيون
ووقع 89 مدني سوري ضحية للصراع والانتهاكات في البلاد، قُتل منهم 52 مدني، وأصيب 37 مدني، وذلك في ظل استمرار عدم التمييز بين الأهداف، وغياب المحاسبة وبقاء عوامل الإفلات من العقاب.
مسببات سقوط الضحايا المدنيين
ورغم أن جبهات التماس بين مناطق نفوذ أطراف النزاع شهدت هدوءاً نسبياً، إلا أن اشتباكات اندلعت وقامت أطراف النزاع بعمليات عسكرية وأمنية، وسجنت وعذّبت واعتدت على أبرياء.
وأظهر إعادة ترتيب البيانات بحسب نوع الاستهداف، أن الاستهداف بالأسلحة أوقع النسبة الأعلى من الضحايا بين المدنيين.
وتصدرت محافظة درعا جنوبي سوريا باقي المناطق من حيث عدد حوادث قتل المدنيين، خلال تموز/ يوليو 2024، تليها حلب ثم دير الزور، ذلك في ظل انتشار مجموعات عديدة مسلحة تابعة لجهات متنازعة أو وجود مناطق سيطرة مختلفة ومتجاورة في هذه المناطق.
الضحايا العسكريون
وصل عدد الضحايا العسكريين، خلال شهر تموز/يوليو من عام 2024، إلى 115 عسكري، قُتل 57 منهم، وأصيب 58 منهم، بحسب ما رصدت منظمة إنسايت.
وتوزعت أعداد العسكريين القتلى والمصابين بين عمليات الاستهداف بالرصاص أو بعبوات ناسفة، والقصف المتبادل بين أطراف النزاع، وفي انفجار مخلفات الحرب والألغام، إلى جانب القتلى والجرحى في هجمات تنظيم داعش.
القصف التركي
ارتكبت القوات التركية انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في سوريا، في النصف الأول من العام 2024، من خلال قصفها العشوائي على مناطق شمال شرقي سوريا واستهدافها طالبي اللجوء بالرصاص.
وتسببت القوات التركية بمقتل وإصابة 6 مدني، قتل منهم 1 طفل، وأصيب 5 مدني بينهم 1 طفل.
وخلال تموز من عام 2024، قصف الجيش التركي 46 موقع في الشمال السوري، جميعها ضمن المناطق السكنية، ما عدا 1 موقع لقوات الحكومة.
وتمت هذه الهجمات بواسطة القصف المدفعي، ما يعني تسجيل تراجع يُعتقد أنه مؤقت في الهجمات بالطائرات المسيرة.
تنظيم داعش
وبالمقارنة مع شهر حزيران/يونيو الفائت، ازدادت نسبة هجمات تنظيم داعش خلال شهر تموز/يوليو من عام 2024 بنسبة 37.5%، إذ نفّذ عناصر داعش ما لا يقل عن 11 هجوم ضد العسكريين والمدنيين.
وبلغ إجمالي الضحايا بسبب هجمات داعش 27 شخص، قتل منهم 20 عسكري، وهم 13 من القوات الحكومية، و5 من المجموعات الموالية لإيران، و2 من قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة لتسجيل إصابة 7 من المجموعات الموالية لإيران.
وتوزعت هجمات تنظيم داعش، خلال تموز/ يوليو، على دير الزور (6 هجوم) وحمص (5 هجوم).
وفي المقابل، شنت قوات سوريا الديمقراطية مع التحالف الدولي 10 عملية أمنية اعتقل خلالها 29 شخص بتهمة الانتماء لداعش.
الاعتقال التعسفي
سجلت إنسايت، خلال تموز/ يوليو 2024، اعتقال 141 مدني، وكانت أعلى نسبة للمعتقلين تعسفياً على يد هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً، والتي بلغت 48% من مجموع الاعتقالات.
اعتقلت هيئة تحرير الشام 67 مدني، جميعهم اعتقلوا بتهمة معارضة سياسات وممارسات الهيئة أو تركيا، والمشاركة في الاحتجاجات ضدهما.
واعتقلت قوات سوريا الديمقراطية 29 شخص بتهمة الانتماء لتنظيم داعش.
واعتقلت فصائل “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا 23 مدني، بتهم التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة في عفرين، أو محاولة العبور إلى تركيا بطرق غير نظامية، أو بتهمة المشاركة في مظاهرات ضد الحكومة التركية.
واعتقلت الاستخبارات التركية 17 مدني بينهم 1 طفل على الأراضي السورية بتهمة إهانة العلم التركي والمشاركة في الاحتجاجات ضد تركيا، أو بتهمة إيقاد شعلة نوروز رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على موعد نوروز.
وسجلت “إنسايت” اعتقال القوات الحكومية لـ 5مدني بينهم 1 امرأة، دون معرفة التهم الموجهة لهم.
أحداث بارزة:
- نشبت مئات الحرائق في مناطق عفرين وإدلب وحماة والساحل السوري عموماً، ما أودى بغابات كاملة وملكيات خاصة، كانت تضم الآلاف من الأشجار المثمرة والحراجية.
وأطلق ناشطون ومسؤولون حكوميون ومنظمات حقوقية نداءات وتصريحات حول أن هذه الحرائق مفتعلة أو ممنهجة بهدف الإتجار بالحطب والفحم، أو الإضرار بمناطق معينة.
- تصاعدت احتجاجات في شمال غربي سوريا عقب تكرر تصريحات المسؤولين الأتراك حول التطبيع مع حكومة دمشق،والتي تزامنت مع حوادث ذات طابع عنصري ضد اللاجئين السوريين في تركيا، بالإضافة للترحيل القسري لأعداد من اللاجئين.
- أجرت الحكومة السورية انتخابات مجلس الشعب السوري، منتصف تموز/ يوليو، بمشاركة ضعيفة (38.16 %)، ودون رقابة محايدة على أعمال التصويت والفرز.
ووردت بين قوائم الفائزين بعضوية مجلس الشعب، أسماء عسكريين وقادة مجموعات شاركت في النزاع السوري وارتكبت انتهاكات بحق السوريين خلال 13 عاماً الماضية.
- أصدر الرئيس السوري، في 17 تموز/ يوليو، مرسوماً يتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتزامات الجهات العامة والخاصة تجاههم.
وحدد المرسوم عقوبات على من أساء للشخص ذي الإعاقة، أو منعه من الحصول على حقوقه، أو حبسه أو اعتدى عليه أو استغله، إلى جانب حالات أخرى.
- أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عفواً عاماً عن الجرائم المرتكبة من قبل السوريين من قبل تاريخ 17 تموز/ يوليو 2024، والمصنفة ضمن قانون مكافحة الإرهاب عام 2021 وقانون العقوبات العام رقم 2 لعام 2023.
وأفرجت السلطات في شمال شرقي سوريا، بالاعتماد على العفو الصادر، سراح مئات المحتجزين بوساطات عشائرية في مناطق سيطرتها.
- غادرت 82 عائلة سورية تضم 346 فرداً مخيم الهول شمال شرقي سوريا نحو مناطق سكنها الأصلية في دير الزور وريفها شرقي البلاد في 28 تموز/ يوليو 2024.
- أعلنت وحدات حماية المرأة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية نجاة امرأتين وطفلة من المختطفات الإيزيديات من شنكال/ سنجار في العراق، موضحة أن العثور عليهن كان منذ حزيران/ يونيو الفائت، اثنتان في مخيم الهول والأخرى قرب الحدود السورية العراقية.