• الرئيسية
  • تقارير
    • تقارير دورية
    • تقارير مواضيعية
    • شكاوى وإبلاغات
    • إحاطات
  • دراسات
    • دراسات حالة
    • دراسات تحليلية
    • دراسات قانونية
  • مرئيات
    • فيديو
    • صور
    • إنفوغرافيك
  • إبلاغات
  • أنشطة
  • من نحن
  • English
No Result
View All Result
منظمة إنسايت  |  ‏    ‎Insight organization‎‏
  • الرئيسية
  • تقارير
    • تقارير دورية
    • تقارير مواضيعية
    • شكاوى وإبلاغات
    • إحاطات
  • دراسات
    • دراسات حالة
    • دراسات تحليلية
    • دراسات قانونية
  • مرئيات
    • فيديو
    • صور
    • إنفوغرافيك
  • إبلاغات
  • أنشطة
  • من نحن
  • English
No Result
View All Result
منظمة إنسايت  |  ‏    ‎Insight organization‎‏
No Result
View All Result

انتهاكات وجرائم.. حقوق كبار السن في عفرين تحت الضغط

يونيو 15, 2024

مقدمة:

يعرض هذا التقرير انتهاكات حقوق الإنسان ضد كبار السن نساء ورجالاً خلال العام 2024 في عفرين، شمال غربي سوريا، التي تسيطر عليها تركيا وفصائل الجيش الوطني السوري المعارض لحكومة دمشق منذ العام 2018.

الحالات المذكورة في التقرير حدثت ما بين مطلع كانون الثاني/ يناير 2024 ونهاية أيار/ مايو من العام نفسه، ورصدته منظمات ومدافعون محليون عن حقوق الإنسان، وهي أمثلة على استمرار ما تشهده المنطقة من انتهاكات منذ أكثر من ستة أعوام.

ويقر القانون الدولي الإنساني والإعلان العالمي لحقوق الإنسان بحق المدنيين، ومن ضمنهم فئات النساء والأطفال وكبار السن، في التمتع بالحماية خلال النزاعات، وهو ما يحتاج لجهود منظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية لإحداث تغيير في حدة وكثرة الانتهاكات والإساءة لهذه الفئة.

وكانت سيطرة الجيش السوري قد تراجعت في المنطقة بعد احتجاجات العام 2011، تشكلت الإدارة الذاتية في عفرين والمناطق ذات الغالبية السكانية الكردية.

واجتاحت تركيا مع فصائل المعارضة الموالية لها منطقة عفرين عام 2018 في عملية عسكرية أسمتها “غصن الزيتون”، ما أدى لفرار مئات الآلاف من السكان الأصليين من عفرين وأريافها نحو حلب وريفها ومناطق الجزيرة التي ما زالت تحت نفوذ الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

وهاجر العديد من نازحي عفرين نحو إقليم كردستان العراق وتركيا والدول الأوروبية، بينما بقي آخرون بينهم كبار السن في منازلهم رغم المخاطر المتوقعة، وذلك بسبب التمسك بالعيش في منطقتهم وحماية ممتلكاتهم.

ووثقت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية، ومنظمات حقوقية محلية ودولية انتهاكات القتل والاعتقال التعسفي والتعذيب والنهب والاغتصاب في عفرين ولاحقاً في منطقة عملية نبع السلام التركية في منطقتي رأس العين وتل أبيض.

وتوضح الحالات الواردة أن كبيرات السن وكبار السن، على اعتبارهم أرباب العائلات وآخر من تبقى من بعضها، ما زالوا يتعرضون لانتهاكات القتل والتعذيب والتهديد وسلب الممتلكات، وضروب الإساءة بهدف الحط من الكرامة وسلب الممتلكات.

اعتمدنا في انتقاء الأمثلة على مراقبة الانتهاكات في منطقة عفرين والتواصل عبر الإنترنت مع ناشطين ومنظمات رصد محلية لالتماس المشورة والتحقق من صحة الحوادث، بالإضافة لصور ومقاطع فيديو لبعض الضحايا.

الضحايا في هذا التقرير تجاوزوا 60 عاماً من أعمارهم وعايشوا تداعيات الحرب، وتجمعهم سمات أخرى ككونهم من السكان الأصليين وتفضيلهم البقاء على النزوح، غالبيتهم أزواج يعيشون وحدهم أو مع عدد قليل من أفراد الأسرة.

والجناة من فصائل الجيش الوطني والشرطة العسكرية والاستخبارات التركية، أو نازحون مستقدمون من مناطق سورية أخرى، يجمعهم في هذه الحالات استخدام السلاح والتهديد والاستقواء بالعسكريين من فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا.

وواجه الضحايا، في الحالات التي يرصدها التقرير، أوقات ضيق ومحنة بسبب غياب سبل التقاضي ونقص الوعي بها، ما جعلهم يعتمدون دون جدوى على حكمتهم أمام المعتدين عليهم، الذين استخدموا السلاح والنفوذ لتنفيذ انتهاكاتهم دون رادع.

اعتقالات تعسفية ثم فدى مالية للإفراج:

شهدت منطقة عفرين ونواحيها وأريافها منذ بداية العام 2024 وحتى نهاية أيار/ مايو اعتقالات فردية وجماعية، كانت غالبيتها بتهمة التعامل أو العلاقة مع الإدارة الذاتية سابقاً، ليتم الإفراج عن بعض المحتجزين مقابل دفع غرامات مالية (كفدية).

حوادث الاعتقال التي سنعرضها هنا هي شبيهة بما سجلته تقارير حقوقية خلال السنوات السابقة، ما يعني أن الجهود المبذولة لم تثمر حتى الآن عن وقف الاعتقال التعسفي عموماً واعتقال كبار السن في هذه المنطقة خصوصاً.

في 15 شباط/ فبراير، اعتقلت الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية في جنديرس امرأة واحدة وسبعة رجال في قرية آغجلة بشكل جماعي، تراوحت أعمارهم  ما بين 60 و85 عاماً.[1]

الاتهام الموجه في هذه الاعتقالات أيضاً هو “العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة في عفرين”.

وتم إطلاق سراح الموقوفين الثمانية مقابل دفع كل منهم مبلغ 1000 دولار أميركي مقابل الإفراج عنهم، ولم يبق رهن الاحتجاز سوى شاب هو ابن أحد المفرج عنهم.[2]

وفي 4 شباط/ فبراير، اعتقلت الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية في ناحية راجو التابعة لعفرين، حسن شيخو بكر (62 عاماً) من أهالي قرية كوليان تحتاني بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية سابقاً.[3]

تم إطلاق سراحه بعد يومين مع فرض غرامة مالية عليه لم يتم التحقق من قيمتها.

وفي 23 آذار/ مارس، اعتقلت الشرطة العسكرية محمد حسين حسين (65 عاماً) من أهالي قرية كمروك التابعة لناحية ماباتا/ معبطلي، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية سابقاً.

وتعرض الرجل للتعذيب والضرب في مقر الشرطة العسكرية في الناحية، قبل أن يدفع ذووه مبلغاً كفدية بالإضافة للمبالغ التي دفعوها كرشاوى للحفاظ على حياته.

وخلال فترة اعتقاله التي دامت نحو أسبوعين، تدهور الوضع الصحي لزوجته التي تم نقلها للمشفى العسكري في عفرين ثم لمشفى بلدة الدانا. [4]

وخلال النصف الثاني من أيار/ مايو 2024، اعتقلت الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية أربعة من كبار السن مع آخرين من أهالي قرى ميدانا التابعة لناحية راجو.

وواجه المعتقلون، أيضاً، تهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ليتم إطلاق سراحهم مقابل دفع غرامة مالية قدرها 200 دولار أميركي، على أن تستكمل بـ 100 دولار أخرى في الجلسة التالية للمحكمة.[5]

وسجلت منظمة إنسايت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2024 حوادث اعتقال تعسفي لكبار السن في منطقة عفرين، شملت 2 سيدة و 17رجل تجاوزوا 60 عاماً, من بين المعتقلين  تم الافراج عن 8 رجال و 1 سيدة.

ويشير تكرر تحصيل مبالغ مالية من 14 من ضحايا هذه الاعتقالات رصدها التقرير وحالات مشابهة إلى أنها الدافع للاعتقال.

وتكفي أعمار الضحايا وكونهم مدنيين لتفنيد ادعاءات مشاركتهم في أعمال عسكرية خلال الصراع في سوريا عموماً، ومن ضمنها المعارك بين الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية.

كما أن الاستخبارات التركية نقلت سابقاً من اتهمتهم بالقتال إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية لأراضيها، أو أبقتهم في المعتقلات بمناطق نفوذها ضمن الأراضي السورية.

ويعتقد ناشط ينحدر من عفرين ويقيم في القامشلي، أن التهمة توجه بغرض الابتزاز، وأن الفصائل حددت “التسعيرة” بحسب اسم المؤسسة المتهم بالعمل ضمنها سابقاً كمجلس الحي أو المدارس أو البلديات.

ويتساءل: “ما معنى شن حملة اعتقال جماعية لسكان مدنيين في قرية ما ثم إطلاق سراحهم مقابل دفع كل منهم مبلغاً مالياً؟”.

ولا تتوفر للضحايا أي سبل لتقديم شكاوى حول انتهاك حقوقهم كون الجهة التي قامت بالاعتقال هي الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني، وبإشراف الاستخبارات التركية.

كما أن ذوي بعض الضحايا يرفضون عادة تأكيد معلومات تفصيلية عن تعرضهم للابتزاز من خلال اعتقال عميد الأسرة بغرض الاستيلاء على ممتلكات خاصة، وذلك خشية تعرضهم لانتهاكات أخرى كانتقام.

كبار السن من النساء والرجال في الحالات المعروضة في التقرير تعرضوا لاحتجاز تعسفي لبضعة أيام، ما دفعهم للموافقة على دفع فدى مالية مقابل استعادة حريتهم، لكن ذلك يفاقم مشاعر القهر والشعور بالغبن لديهم ما يؤثر على أوضاعهم الصحية ويفقدهم الشعور بالأمان، بالإضافة للضغوط المادية على عائلات الضحايا بما فيهم النازحون داخل سوريا واللاجئون خارج البلاد.

تتحمل تركيا وقيادات الجيش الوطني السوري وسلطات الحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة المسؤولية لإيقاف انتهاكات تحصيل الأموال بطريقة الاحتجاز وتوجيه تهم نمطية لكل المعتقلين تعسفاً من السكان الأصليين.

اعتداءات وسطو مسلح:

ومنذ سيطرة تركيا وفصائل الجيش الوطني على المنطقة، تتكرر حالات السطو المسلح على منازل وممتلكات يعيش فيها كبار السن في عفرين.

وبلغ عدد المشاركين في بعض هذه الاعتداءات أكثر من ثمانية أشخاص مسلحين اقتحموا المنزل واعتدوا على مالكيه أو شرعوا بقتلهم، بينما تواجدت حواجز ومقار عسكرية وأمنية للجيش الوطني في الجوار.

في 5 كانون الثاني/ يناير، قام مجموعة مسلحين ملثمين في منطقة تحت سيطرة الفرقة التاسعة التابعة للجيش الوطني السوري بالاعتداء على زوجين مسنين وابنتهما وتهديدهم وضربهم بالسلاح.

واقتحم ستة من المسلحين منزل عبد الحميد مصطفى يوسف (72 عاماً) في قرية ممالا/ مامللي التابعة لناحية راجو بعفرين، فيما وقف مسلحون آخرون لم يعرف عددهم في الخارج.

قام المسلحون بتعصيب فم وعيني عبد الحميد وزوجته فاطمة حنان يوسف (76 عاماً) بأربطة قماشية، وضرب الابنة وربطها بعد محاولتها الفرار من الغرفة.

استخدم المعتدون أيديهم وأخمص البندقية لضرب الضحايا وسلبوا الحلي الذهبية للأم والابنة، وبعد البحث في المنزل استولوا على مبلغ مالي وهاتفين محمولين وحلي أخرى، بحسب ما روى أحد أفراد العائلة.[6]

لم تتمكن العائلة من التعرف على المعتدين لكن على بعد يضع مئات من الأمتار ثمة حاجز لمسلحي الفرقة التاسعة وقربه حاجز آخر مشترك لفصائل الشرطة العسكرية والفرقة التاسعة وأحرار الشرقية، وجميعها تتبع الجيش الوطني.

وتشير مزاعم تورط الفصائل في هذه الحوادث إلى أن مشاركة مجموعة مسلحين ببنادق قتالية في اعتداء بهدف السرقة وبالقرب من مقار أمنية يثير الشكوك.

كما أن تورط الفصائل بوضوح في حالات سطو وجرائم سابقة، وتهديد المعتدين بالاستعانة بهم يؤيد هذه المزاعم، بينما لم نتمكن من الحصول على شهادات أو أدلة تحدد هوية المعتدين في الحالة السابقة.

وفي حادثة اعتداء أخرى حديثة، في 6 نيسان/ أبريل 2024، اعتدى مسلحان يتبعان فصيل فرقة الحمزة أو مدعومان منه على المسن فريد سليمان حسو (60 عاماً) وابنه محمد (17 عاماً)، وهما من قرية كاخرة/ ياخور التابعة لناحية جنديرس، لاعتراضهما على رعي أغنام في حقلهما للزيتون بالقرب من قرية جولاقا/ جولاقان ويضم غراساً صغيرة أتلفها الرعي.[7]

وأخبر فريد حسو راعيين في الحقل أن الرعي سيضر بغراس الزيتون، لكنهما شتماه واعتديا عليه ثم هددوه بالاستعانة بعساكر من النقطة العسكرية، وعاودوا اعتداءهم على المسن وابنه الذي كان يحرث الحقل بجرار زراعي.

يقول فريد حسو في شهادته عبر فيديو: “كلما قلت لهما هو (مو حرام الغنمات عم ياكلو زيتون؟)، قالا: لا مو حرام وأكملا بشتمي وأخرجا سكينتين وضربوني بالحجارة”.[8]

ويضيف: “بعد الاعتداء أكملا الوعيد والشتم، قلت لهما روحو الله معكم ما بدنا مشاكل، قال هلق بروح عالمقر بجيب العساكر”.

توسل الرجل الستيني بعدها أن يتوقفوا عن ضرب ابنه بالعصي لكن المعتدين استمروا مستخدمين سكاكين وعصي وحجارة، وتسببوا بنزف للشاب محمد الذي كان من فمه وأنفه حتى الإغماء، بينما أصيب الأب بجروح إحداها في رقبته وخلع في الكتف الأيمن.

قدم شقيق الضحية للحقل وأسعف المصابين إلى مشفى عفرين، ونشر ناشطون فيديو للضحية يسرد فيه ما حدث.

وذكرت مصادر عن إعلان الشرطة العسكرية القبض على متورطين في الحادثة دون كشف اسميهما وما آلت إليه المقاضاة.[9]

وتعلن السلطات عادة عن القبض على فاعلين في جرائم وانتهاكات في المنطقة، لكنها تنفي تورط العسكريين ليتم توصيفها كحوادث جنائية، كما في حالة قتل أربعة أخوة في جنديرس في آذار/ مارس 2023.[10]

إن تعرض الزوجين في الحالة الأولى للاعتداء على يد مسلحين بأسلحة قتالية (بنادق) وقد يصل عددهم إلى ملاك جماعة، وهي أصغر تشكيل عسكري في الجيوش، يشير مرة أخرى للمزاعم غير المؤكدة حول ارتباطهم بالحواجز والنقاط العسكرية والأمنية القريبة التي لم تتدخل لمنع الاعتداء وقت وقوعه.

كما أن تمادي المعتدين في الحالة الثانية وتهديد الضحية بإحضار عساكر كمؤازرة لهما من المقر العسكري لفرقة الحمزة، إلى جانب عدم خشيتهما من أي شكوى، يؤيد المزاعم حول تبعيتهما للفصيل رغم عدم حصولنا على أدلة مؤكدة.

ويحمي القانون الدولي الإنساني حقوق كبار السن كغيرهم من المدنيين أثناء النزاعات، ومنها حقهم في العمل والمشاركة في القرارات المتعلقة بهم والحماية من الانتهاكات.

ضحايا لاستمرار الصراع:

أدى عدم التوصل لأي تفاهمات حول الحل في سوريا بين أطراف الصراع السوريين والدول الداعمة لهم والمتدخلة في البلاد لاستمرار العمليات العسكرية والأمنية، وكان كبار السن الذين يعانون من محن الحرب وغياب الأبناء من بين الضحايا.

في 9 آذار/ مارس، أودى قصف للقوات الحكومية على قرية كباشين قرب جبل ليلون في منطقة عفرين بحياة عريفة جمو حيدر (70 عاماً) وإصابة حيدر عبدو حيدر (80 عاماً) ورجل وطفلة من العائلة نفسها.

مصدر القصف بقذائف الهاون كان جبل الشيخ عقيل بريف حلب الغربي حيث تتمركز وحدات للجيش السوري. [11]

وكانت لانتهاكات السلب والاعتقال والممارسات الحاطة من الكرامة وانسداد سبل الانتصاف آثاراً بالغة في نفوس كبار السن، وصلت أحياناً حد الوفاة كمداً.

وفي 2 آذار/ مارس، توفي عارف عمر محمد (65 عاماً)، من أهالي قرية عشونة التابعة لناحية بلبل، بسبب أزمة قلبية، وذلك بعد أن أبلغه مسلحو فرقة السلطان مراد التابعة للجيش الوطني بنزع يده عن كرم العنب العائد لشقيقه المهجّر.

الرجل كان يدير الحقل منذ ستة أعوام وكان يدفع الإتاوات عن الأرض للفصائل منذ العام 2018 حين سيطرت فصائل المعارضة السورية مع تركيا على منطقة عفرين.[12]

وكان رجل آخر في قرية كوباكه التابعة لمعبطلي، هو جمال محمد حمو (51 عاماً) قد توفي في 12 شباط/ فبراير 2024 فور عودته من حقله الذي قطع أشجار زيتونه أشخاص من عشيرة الموالي المدعومين من فصيل “لواء الشمال” التابع للجيش الوطني.

وحين حاول مع أولاد شقيقته منع المعتدين من قطع أشجاره، تعرض أولاد شقيقته للضرب والاعتداء.[13]

وقد تصل حوادث الاعتداء على كبيرات وكبار السن حد القتل كما في حالة محي الدين أوسو (70 عاماً) الذي اقتحم ثلاثة مسلحين من فصيل الجبهة الشامية منزله في حي الأشرفية بمدينة عفرين في أيلول/ سبتمبر عام 2019، وتسبب ضرب المسلحين له ولزوجته بوفاته على الفور، بينما توفيت الزوجة حورية محمد بكر (74 عاماً) بعد أيام متأثرة بإصابتها بنزف في الدماغ.[14]

وتكررت الانتهاكات ضد السكان الأصليين بسبب موقف تركيا والجيش الوطني في معاداة قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، واعتبار أي شيء يمت لهوية الكرد ارتباطاً بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

واعتقل مسلحو فرقة الحمزة بقيادة مسؤول أمنية الفصيل في راجو، محمد خير الريا، ستة أشخاص على الأقل في قرية عتمانا/ عطمانلي عشية عيد نوروز 2024.

ومن بين المعتقلين الذين تم نقلهم لمقر الفصيل (مبنى البلدية سابقاً) شيخ موسى يوسف (70 عاماً).

دام الاحتجاز لساعات وفرض الفصيل إتاوة 300 دولار أمريكي على كل من المعتقلين مع تحذيرهم من إيقاد النار بمناسبة نوروز.[15]

إن حالات قتل كبار السن من الرجال والنساء في العمليات العسكرية وتعريضهم لعوامل القهر والحزن الشديد لدرجة وفاتهم تستوجب من أطراف النزاع التمييز في الأهداف بين العسكريين والمدنيين ولا سيما فئات الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة والمرضى.

كما يتوجب التوقف عن محاولات إفقاد كبار السن الكرد الأمان على أنفسهم وأفراد عائلاتهم في عفرين وسائر مناطق سيطرة تركيا وفصائل الجيش الوطني، وذلك بهدف تحصيل أموال منهم أو سلبهم ممتلكاتهم مقابل عدم التمادي في الانتهاكات.

ويتعرض كبار السن عموماً لنقص في الحماية المجتمعية والرعاية الصحية ويتم استبعادهم من المشاركة في القرارات، حتى تلك التي تمس حقوقهم مباشرة، كحق العودة لمنازلهم واستعادة ممتلكاتهم وإدارة ممتلكات الأبناء والأحفاد وباقي أفراد عائلاتهم.

كما يصعب على بعض كبار السن الوصول للمعلومات حول سبل حماية أنفسهم وعائلاتهم وممتلكاتهم.

وفي حوادث الاعتداء على الممتلكات الواردة في هذا التقرير، تعرض كبار السن لتمييز على أساس السن حين لم يستجب المعتدون المسلحون أو من يدعمونهم لدفاع أصحاب الممتلكات عنها.

ويخشى كبار السن وكبيرات السن من تدخل شاب أو يافع للدفاع عنهم أثناء تعرضهم لإساءة أو اعتداء، إذ سيصبح الشخص الجديد هدفاً لانتقام المعتدين.

وأصبح بعض كبار السن الذين سلبت فصائل الجيش الوطني ممتلكاتهم وهاجر أبناؤهم، يعيشون حياة أكثر هشاشة مع غياب الأبناء المعيلين وفقدان الموارد المتوقعة من الممتلكات، بالإضافة لتعرضهم للحرمان من الإغاثة كما حدث في جنديرس بعد زلزال 6 شباط 2023.

رغم ذلك، لا يمكن اعتبار كبار السن شريحة متجانسة وينبغي عدم تصديق الصورة النمطية حول أن كبار السن جميعهم يتلقون الصدقات والمساعدات الإنسانية.

و ترتبط الأنشطة الاقتصادية في عفرين كإنتاج الزيتون والمنتجات الزراعية الأخرى بأصحاب الأراضي ومعاصر الزيت الذين هم غالباً من كبار السن، ما يدل على أن هؤلاء أصحاب حقوق ملكية بالإضافة لحقوق الإنسان ويستطيعون تحديد خياراتهم واتخاذ القرارات إذا ما أتيحت لهم الفرص.

وثمة حالات دهس تفسر على أنها مقصودة بسبب تعرض الشخص نفسه لتهديد أو اعتداء أو ابتزاز سابقاً، ووفاة بأزمات قلبية تفسر على أنها موت بسبب الكمد والقهر بعد تعرض الشخص لسلب ممتلكات أو اعتداء بالضرب عليه وعلى أفراد من عائلته، لكن غالبيتها تبقى في إطار المزاعم غير المدعومة بأدلة بسبب عدم توفر آليات تقاضي عادلة.

وتوصي البنود الأخيرة من مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن بأنه ينبغي تمكين كبار السن من العيش في كنف الكرامة والأمن، ودون خضوع لأي استغلال أو سوء معاملة، جسديا أو ذهنياً.

وينبغي أن يعامل كبار السن معاملة منصفة، بصرف النظر عن عمرهم أو نوع جنسهم أو خلفيتهم العرقية أو الإثنية أو كونهم معوقين أو غير ذلك، وأن يكونوا موضع التقدير بصرف النظر عن مدى مساهمتهم الاقتصادية.[16]

لكن الحالات التي رصدها التقرير تثبت أن الانتهاكات ضد كبيرات السن وكبار السن تتقاطع مع كراهية وتمييز عنصري على أساس قومي.

توصيات:

  • ينبغي على سلطات الجيش الوطني في المنطقة ضمان حقوق الملكية والكرامة والمساواة لكبيرات السن وكبار السن في مناطق سيطرتها.
  • يجب على منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية كشف الانتهاكات، وكذلك التمييز على أساس عرقي أو طائفي حتى لا تصبح نهجاً يستند عليه مرتكبو الجرائم.
  • على الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة السورية رفع القيود عن عودة نازحي عفرين لمنزلهم، وتفعيل القوانين والأوامر التي تؤيد استعادتهم لممتلكاتهم.
  • على تركيا الضغط على الفصائل لوقف الانتهاكات التي تشمل الأطفال والنساء وكبار السن الذين من غير المعقول معاملتهم كمقاتلين أعداء.

المصادر :

[1] https://yek-dem.net/ar/?p=15338

[2] https://www.facebook.com/share/p/KLuf3d8pghZaHaP5/?mibextid=oFDknk

[3] http://afrinpost.net/ar/archives/33957?fbclid=IwZXh0bgNhZW0CMTEAAR335p4K46FDiwVlEMpNTmdtjOMxOlBwGVY_gvGseE-QqDHg6hO-39ZSlpQ_aem_AU-Gb0bRbu3HsuoauPv_wy8xpzJKLNVVr41n_Vg2MLHPF8gKePMsk37WE8FC_BYnqXck2QOD4qkn3Lrb_S49CMpL

[4] https://www.facebook.com/share/p/RS3YQ5yLexzDdKe5/?mibextid=oFDknk

[5] عفرين تحت الاحتلال (291): الاعتداء على مدني، اعتقالات تعسفية، جفاف قنوات ري سدّ ميدانكي، حرائق متعمدّة واسعة تطال الغابات، اشتباكات دامية وسط المدنيين – Yek.Dem (yek-dem.net)

[6] https://lelun-afrin.org/ar/عفرين-سوريا-كبار-السن-في-مرمى-انتهاكات/

[7] https://www.hawarnews.com/ar/مرتزقة-الاحتلال-يعتدون-على-أب-وولده-في-عفرين-المحتلة

[8] https://www.youtube.com/watch?v=GImqasWLGFA

[9] عفرين تحت الاحتلال (284): اعتداءات على مدنيين كُـرد، قرى استيطانية بأسماء فلسطينية، مشروع “النور” الاستيطاني، /15/ قرية استيطانية في محيط جنديرس، التغيير الديمغرافي في ناحية بلبل، إتاوات “صقور الشمال والحمزات”، اعتقالات وسرقات – Yek.Dem (yek-dem.net)

[10] عام على جريمة جنديرس.. إفلات من العقاب وأحكام غير قابلة للتنفيذ – منظمة إنسايت | ‏ ‎Insight organization‎‏ (insight-md.org)

[11] (11) الفيديو | Facebook

[12] (12) #عربي/English وفاة مواطن كردي بجلطة دماغية… – شبكة نشطاء عفرين AAN | Facebook

[13] (12) ابراهيم شيخو – وفاة مواطن كردي قهرا بعد قطع أشجاره والاعتداء على… | Facebook

[14] https://7al.net/2019/09/06/وفاة-امرأة-بعد-أيام-على-إصابتها-و-مقتل-ز/juan-a/سياسة/شرق-أوسط/

[15] عفرين تحت الاحتلال (283): استشهاد مدني وإصابة آخر، اعتقالات تعسفية، العمشات تفرض إتاوات وتقطع الغابات، فوضى واحتجاز محتفلين بنوروز وسرقات – Yek.Dem (yek-dem.net)

[16] مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن | OHCHR

ShareTweetPin

Related Posts

انتهاكات حقوق الانسان خلال النصف الأول من عام 2025
تقارير دورية

انتهاكات حقوق الانسان خلال النصف الأول من عام 2025

يوليو 23, 2025

المقدمة: شكل سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024 نقطة تحول بالنسبة للسوريين الذين عانوا من الاستبداد والقمع والجرائم لعقود انتهت بـ 13 عاماً من الحرب وأزماتها. وخطت القيادة الجديدة للبلاد خطوات هامة نحو السلام كدمج غالبية...

العقوبات الموجهة والفعالة تعزز المحاسبة على طريق العدالة
إحاطات

العقوبات الموجهة والفعالة تعزز المحاسبة على طريق العدالة

يونيو 1, 2025

في خطوة تعزز من مسار العدالة والمحاسبة لكافة السوريين/ات أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء في الثامن والعشرين من أيار/ مايو 2025 عن فرض عقوبات على ثلاثة كيانات وشخصيتين على خلفية اتهامهم بالتورط في أعمال عنف دامية على أساس طائفي...

الاختطاف الطائفي.. اختفاء قسري جديد يهدد النساء في سوريا
تقارير مواضيعية

الاختطاف الطائفي.. اختفاء قسري جديد يهدد النساء في سوريا

مايو 19, 2025

مقدمة رصدت منظمة إنسايت حوادث اختطاف للنساء والفتيات والأطفال في مناطق الساحل السوري ما بين مطلع شباط/ فبراير الماضي وأيار/ مايو 2025. وخلال عملياتها الأمنية في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، لا سيما أيام 6 و7 و8 آذار/ مارس...

فاجعة عائلة.. آباء وأمهات قضوا في عملية قتل جماعي في بانياس
دراسات حالة

فاجعة عائلة.. آباء وأمهات قضوا في عملية قتل جماعي في بانياس

أبريل 23, 2025

تعرض دراسة الحالة هذه، جريمة قتل جماعي لـ 6 مدنيين من عائلة واحدة في 7 آذار/ مارس 2025 في مدينة بانياس غربي سوريا خلال عملية عسكرية أعلنتها قوات الحكومة السورية الجديدة ضد جماعات مسلحة تابعة للنظام السابق. تناقش الدراسة...

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

منظمة إنسايت  |  ‏    ‎Insight organization‎‏

منظمة إنسايت | ‏ ‎Insight organization‎‏

منظمة مستقلة غير ربحية تعمل بكل جهودها على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا

تصنيفات

  • أنشطة (10)
  • إبلاغات (2)
  • إحاطات (2)
  • إنفوغرافيك (5)
  • بيان (5)
  • تقارير (23)
  • تقارير دورية (10)
  • تقارير مواضيعية (14)
  • دراسات (11)
  • دراسات حالة (11)
  • رئيسية (48)
  • شكاوى وإبلاغات (1)
  • مرئيات (5)

آخر المنشورات

  • أشهر وأعوام معدودة.. أعمار ضحايا القتل التركي بذريعة محاربة الإرهاب

    أشهر وأعوام معدودة.. أعمار ضحايا القتل التركي بذريعة محاربة الإرهاب

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • الاختطاف الطائفي.. اختفاء قسري جديد يهدد النساء في سوريا

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • انتهاكات حقوق الانسان في سوريا خلال الربع الأول من العام 2025

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • ثلاثة أيام دموية.. عنف وانتقام طائفي في الساحل السوري

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • البيان التأسيسي لمنظمة INSIGHT

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
اندلع نزاع جديد في الساحل السوري، منذ الخميس السادس من آذار/ مارس، ما بين قوات الحكومة السورية الجديدة ومجموعات مسلحة مؤيدة لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، ما أدى لحدوث عمليات قتل جماعي وأعمال نهب وانتهاكات واسعة. ورصدت منظمة إنسايت مقتل 500 مدني في الساحل السوري أيام 6 و7 و8 آذار 2025، غالبيتهم من الطائفة العلوية، وعدد قليل منهم من السنة والمسيحيين والكرد. وبدأت الأحداث عندما تعرضت دوريات وحواجز "الأمن العام" الحكومي بريف اللاذقية لهجمات وكمائن أسفرت عن قتلى عسكريين ومدنيين بحسب البيانات الحكومية الرسمية التي أعلنت بدء عمليات أمنية ضد "فلول النظام السابق". وأدى تواصل التصعيد الدموي يومي الجمعة والسبت لمقتل عناصر تابعين للحكومة الانتقالية، وجابت قوات الحكومة السورية وفصائل منضمّة لها حديثاً وجماعات مسلحة غير نظامية مؤازرة لها قرى وبلدات وأحياء الساحل السوري، ونفذت عمليات واسعة للقتل الجماعي والاعتقال والنهب في أحياء وقرى كاملة. وارتكبت أرتال القوات الأمنية للحكومة والمؤازرون لها العديد من المجازر وبث الذعر في منطقة العمليات التي شملت اللاذقية وجبلة وطرطوس وبانياس وريف حماة. وتواصلت منظمة إنسايت مع شهود وذوي ضحايا وناشطين في منطقة الساحل، أفادوا بوقوع أعمال القتل التي تعرضها هذه الإحاطة، مع أعداد الضحايا الذين تمكّن فريقنا من توثيق مقتلهم، وأسماء قرى وأحياء حدثت فيها مجازر بحق المدنيين خلال أيام 6 و7 و8 آذار/ مارس 2025. وتشكل الممارسات التي تقوم بها القوات التابعة لوزارة الدفاع والقوات المؤازرة لها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وترقى إلى جريمة حرب.
قتل جماعي
وارتكبت الأرتال والمجموعات المسلحة التابعة للحكومة مجازر جماعية بحق عائلات بأكملها، وصل عدد الضحايا في بعضها إلى ستة أفراد، وتكرر جمع الرجال والشباب في عدة قرى وبلدات واقتيادهم إلى ساحة وإعدامهم ميدانياً وجماعياً. وبلغ مجموع الضحايا المدنيين الذين سجلت إنسايت مقتلهم خلال الأيام الثلاثة (الخميس والجمعة والسبت) 500 مدني/ة، هم 424 رجلاً و51 امرأة و25 طفلاً/ة. وتم تنفيذ غالبية حوادث القتل على أساس الهوية الطائفية (ضد العلويين)، وتضمنت قوائم الضحايا أطباء ومهندسين وأكاديميين ورجال دين وطلاباً جامعيين، بعضهم كان معارضاً لنظام الأسد وآخرين لا ذنب لهم سوى العيش أو التواجد في منطقة اندلع فيها نزاع مسلّح. يقول ناشط في مدينة جبلة إن "أعمال تصفية ممنهجة تمت على الهوية، وقتل القناصون المنتشرون على الأسطح كل من تحرك في مرماهم". ويضيف أنه، بالإضافة للقتلى المدنيين وتهجير العائلات إلى الجبال مع نهب الممتلكات والتعدي على المنازل، فإن "أي شخص كان عسكرياً لدى النظام السابق، وحتى لو قام بعملية تسوية تتم تصفيته فوراً أو الاعتداء عليه بالضرب المبرح أمام أطفاله، وسلب ممتلكاته وإطلاق النار على منزله وتدميره"، بحسب الصحفي. وتقول شاهدة أخرى تقيم في الخارج وتتواصل مع نساء من جيرانها في ريف جبلة: "قتلوا جميع الرجال الموجودين في قرية الصنوبر، ولم يتمكن أحد من دفنهم". وفي حوادث أخرى، لم يتم التمييز بين الرجال والنساء والأطفال وكبار السن، إذ طال القتل في بعض الحالات أفراد العائلة جميعاً، يقول شاهد في بانياس: "تم قتل ابنة أختي وزوجها وأبناءها الصغار". وتفيد البيانات التي جمعتها إنسايت أن من بين الضحايا قتل 27 طبيباً/ة وصيدلانياً/ة، و4 أطفال من المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، وعامل مع وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة، وآخرون طلاب جامعيون ومتقاعدون لا يمكن اتهامهم بالمشاركة في أعمال قتالية ضد قوات الأمن التابعة للحكومة.   وخلال العمليات، ارتكبت المجموعات المحسوبة على الحكومة الانتقالية ممارسات منافية للكرامة الإنسانية ونفذت اعتقالات واسعة دون وجود تهم أو معلومات عن المستهدفين الذين لا ذنب لهم سوى كونهم من الطائفة العلوية. ويقدر ناشطون محليون عدد النازحين بالآلاف، بينما لم يتمكن مصابون من الحصول على الرعاية الطبية، ذلك وسط انقطاع الطرق للمشافي وانقطاع الكهرباء في اللاذقية، وأعمال نهب واسعة النطاق. وقامت وزارة الدفاع يوم السبت 8 آذار/ مارس بإغلاق طرق ونصب حواجز للحد من أعمال النهب الواسعة للممتلكات، والتي شملت بحسب شهود الأموال والسيارات والأثاث.
أحقاد وكراهية
ويعيش سكان المناطق ذات الغالبية السكانية من الطائفة العلوية حالة ذعر من استمرار المجازر، وقال شاهد إنهم يشعرون بأنفسهم في طابور "على الدور" لمواجهة القتل مع عائلاتهم. وتصاعدت خطابات الكراهية ودعوات التجييش والانتقام بين السوريين، وظهرت دعوات ذات طابع طائفي عبر مكبرات الصوت لمساجد عدة مناطق سورية، وخلال وقفات متضامنة مع القوات الحكومية. واطلعت إنسايت على مقاطع فيديو لمسلحين يرتكبون أعمال قتل أو يعبرون مع إعلاميين مؤازرين للحكومة عن فرحهم بالأعمال الانتقامية الواسعة للقتال دون رحمة، وسط غياب أي تأثير لأصوات الحكماء على قادة القتال ومراكز القرار. وأعلنت وزارة الدفاع في دمشق تشكيل لجنة لرصد المخالفات وتجاوز تعليماتها خلال العمليات في الساحل وإحالة مرتكبيها للمحكمة العسكرية، لكن ناشطين قالوا إن الانتهاكات مستمرة في بلدات وقرى العلويين. ويحذّر مختصون في القانون والسياسة من تبعات الانتهاكات الواسعة والأعمال الانتقامية التي لا تميز بين المسلحين والمدنيين الأبرياء، بما فيها وحدة البلاد ومستقبل الحكومة الجديدة ومدى قدرتها على حفظ السلم الأهلي. وحذرت منظمة إنسايت، في تقرير سابق، من أن خطاب الكراهية المنتشر بعد سقوط نظام الأسد يهدد بتقويض السلم الأهلي، ويشير لوجود مخاطر حقيقية ووشيكة لوقوع حوادث إبادة جماعية أو جرائم مماثلة. ودعت المنظمة المجتمعات المحلية بداية لتعزيز التسامح بين الطوائف الدينية والعرقية وترك مسألة المحاسبة للسلطات القضائية الرسمية التي نطالبها بتعزيز جهودها وآلياتها لمساءلة الجناة وتحقيق العدالة لضحايا الجرائم والانتهاكات وذويهم. وقال أحد أعضاء فريق التوثيق بمنظمة إنسايت المتواجدين في الساحل، السبت أثناء عرضه للبيانات لزملائه، إنه يشعر بالألم لأنه يرد على الناجين من ذوي الضحايا، الفارين إلى جبال وغابات الساحل والمهددين أيضاً بالقتل، بعبارة: "الله يعينكم، وما فينا نعمل شي غير التوثيق".   من يتحمّل المسؤولية؟ لا شك أن النظام السوري السابق ورئيسه بشار الأسد يتحمّل مسؤولية إضفاء صبغة طائفية على الجرائم التي ارتكبها طيلة عقود، وما يحدث اليوم نتيجة لزرع الانقسام والكراهية بين المكونات السورية، ويصب في صالح ترويجه لفكرة أنه كان يمنع الفوضى ويمنع الاقتتال. إن العدالة تقتضي محاسبة راس النظام وأركانه. كما يتحمّل معلنو الحرب ضد الحكومة الجديدة المسؤولية عن وقوع الضحايا العسكريين والمدنيين ونشوب نزاع جديد أدى لوقوع انتهاكات واسعة، وأبرزهم مقداد فتيحة وغياث دلا وسهيل الحسن وإبراهيم حويجة، تم اعتقال الأخير، ولا بد من محاسبتهم على جرائمهم بحق السوريين وعدم تحميل أي مجتمع وزر جرائمهم. وتتحمل السلطات السورية الجديدة مسؤولية الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها بعد أن زجت بفصائل ومجموعات غير منضبطة في الساحل السوري، وسمحت بأعمال انتقامية جماعية. ورغم تعرض قوات الحكومة الانتقالية لهجمات وكمائن دفعتها للرد بعملية أمنية، إلا أن زج كل المجموعات في الحرب لم يكن متناسباً مع ما حدث، كما أن الأسلحة المستخدمة من رصاص وقذائف ومدافع وطائرات مسيّرة وحربية وسعة المناطق المستهدفة لم يكن متناسباً مع ملاحقة مجموعات معينة. ورغم أن المهاجمين انتشروا في المنطقة دون وجود مواقع عسكرية محددة لهم، وتراجعوا للجبال خلال اليوم الثاني للاشتباكات، لكن السلطات لم تكن مضطرة لهذه العمليات الواسعة وحشد المجموعات ذات الطابع الطائفي لتحقيق نصر أمني واعتقال المطلوبين لها. وينص القانون الإنساني الدولي على مبدأ التمييز في العمليات العسكرية بين المدنيين والعسكريين، لكن تم خرق هذا المبدأ مراراً وتكراراً وفي أماكن متعددة خلال العمليات العسكرية في الساحل، وتعرض المدنيون جراء ذلك لخسائر في الأرواح. وتتحمل الحكومة مسؤولية سلامة مواطنيها حتى إن كانوا في منطقة نزاع خارج نفوذها، وعليها أن تكون المبادر لحلول تضمن السلم الأهلي والاستقرار بدل المشاركة في تقويضه. وترقى الجرائم المرتكبة إلى وصفها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما تنطبق عليها بعض بنود تعريف الإبادة الجماعية. وأبدت السلطات خطوات إيجابية حين دعا الرئيس أحمد الشرع إلى "حماية المدنيين.. وعدم السماح لأحد بالتجاوز والمبالغة في رد الفعل"، وإعلان وزارة الدفاع عن تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات التي حصلت، وإحالة مرتكبيها للمحاكمة. وقال شاهد في مدينة اللاذقية إن الحالة الفصائلية بدت واضحة خلال العمليات، "لم يندمجوا، وكثير من الأحداث التي تداولها الإعلام كاشتباكات بين الأمن العام وفلول النظام، كانت بين الأمن العام (المركزية) والفصائل المنخرطة حديثاً في الجيش السوري الجديد". ومن بين تلك الحوادث اشتباكات اندلعت يوم 8 آذار في نادي الضباط في اللاذقية بين قوات الأمن العام وفصائل منضمة للقوات الحكومية. وأضاف أن الكثير من الناس لا سيما في الأرياف حاولوا الاعتراض على دخول أي طرف لقراهم، "بسبب أنهم شاهدوا عناصر متوحشين يقتلون أي شيء يتنفّس". لكن وزارة الدفاع تتحمل مسؤولية محاسبة مرتكبي الانتهاكات عن كافة الفصائل المنضوية تحت لوائها والتي شاركت في "مؤتمر النصر" المنعقد في 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، بما فيها فصائل سليمان شاه وفرقة الحمزة وأحرار الشرقية التي تمتلك سجلاً سيئاً للجرائم والانتهاكات في الشمال السوري وتبوّأ قادتها مناصب عليا في الجيش السوري الجديد. كما أنها مسؤولة عن ممارسات المقاتلين الأجانب في صفوف أرتالها والذين تميزوا بخطابات دينية متشددة، وكذلك مجموعات المدنيين المسلحين الذين انضموا للعملية التي أطلقتها الوزارة.  
الإطار القانوني
تخضع النزاعات المسلحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، اللذين يهدفان إلى حماية المدنيين وممتلكاتهم وضمان المساءلة عن الجرائم الجسيمة. وترقى الانتهاكات التي وقعت خلال الأحداث في الساحل السوري والنماذج الواردة في التقرير، إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وربما إبادة جماعية، وفقاً للإطار القانوني الدولي.  
  1. القتل الجماعي والإبادة الجماعية
تنص اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها (عام 1948) على أن أي عمل يستهدف تدمير جماعة قومية أو أثنية أو دينية بشكل كلي أو جزئي، من خلال القتل أو إلحاق ضرر جسدي أو نفسي جسيم، يشكل إبادة جماعية. وتعرّف المادة 6 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الإبادة الجماعية على أنها القتل أو الإيذاء الجسدي أو العقلي المتعمد لأفراد جماعة معينة بقصد تدميرها كلياً أو جزئياً. حوادث القتل الجماعي على أساس الهوية الطائفية، والتي أوردها التقرير، يمكن أن تندرج تحت هذه الأحكام، خاصة مع استهداف مجموعات محددة بناءً على انتمائها الطائفي.  
  1. استهداف المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني
  • تشكل استهدافات المدنيين في النزاع المسلح خرقاً جسيماً لاتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، حيث تلزم هذه المعاهدات أطراف النزاع بالتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين.
  • تنص المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن قتل المدنيين يشكل جريمة حرب إذا تم ارتكابه كجزء من هجوم واسع النطاق أو ممنهج ضد سكان مدنيين.
  • ما ورد في التقرير من تصفية رجال وشباب على أساس الهوية، وقتل عائلات بأكملها، يعد خرقاً لمبدأ حماية المدنيين وعدم جواز العقاب الجماعي.
 
  1. منع التمييز الطائفي والعرقي في النزاعات
يحظر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (1966) التمييز على أساس الدين أو العرق أو الأصل القومي. كما ينص الاتفاق الدولي للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (1965) على ضرورة منع أي سياسات أو أعمال تستهدف جماعة معينة على أساس الهوية. العمليات الانتقامية ضد سكان الساحل السوري، التي وثقتها منظمة إنسايت، تنتهك هذا المبدأ وتؤدي إلى تعزيز العنف الطائفي وتقويض السلم الأهلي واستمرار دوامة العنف.  
  1. مسؤولية الدولة عن منع الجرائم ومعاقبة الجناة
وفقاً لمبادئ المسؤولية عن الحماية R2P))، تتحمل الدولة مسؤولية حماية سكانها من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية. وفي حال فشلها، يمكن للمجتمع الدولي التدخل وفق ما تنص عليه الأمم المتحدة. تتحمل السلطات السورية الجديدة مسؤولية منع قواتها والفصائل المنضوية تحتها من ارتكاب انتهاكات، وضمان محاسبة المسؤولين عن المجازر والاعتداءات. إعلان وزارة الدفاع تشكيل لجنة تحقيق لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها القانونية عن حماية المدنيين ومنع الفصائل المسلحة من تنفيذ أعمال انتقامية غير منضبطة.  
  1. النهب والتدمير غير المبرر للممتلكات
تنص اتفاقيات جنيف (المادة 33 من الاتفاقية الرابعة) على حظر العقوبات الجماعية والنهب، وتعتبر أي أعمال مصادرة أو تدمير غير مبرر للممتلكات جريمة حرب. كما يُعتبر النهب والتدمير العشوائي انتهاكاً للمادة 8 من نظام روما الأساسي، التي تحظر تدمير الممتلكات دون ضرورة عسكرية. ما ورد في التقرير عن نهب الممتلكات، بما في ذلك الأموال والسيارات والأثاث، يشكل انتهاكاً واضحاً لهذه القوانين.  
  1. منع الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري
تحظر اتفاقية مناهضة التعذيب (1984) والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الاعتقالات التعسفية، وتلزم الدول بضمان سلامة المعتقلين وعدم تعذيبهم أو إخفائهم قسراً. الاعتقالات الجماعية التي نفذتها القوات الحكومية ضد المدنيين دون تهم واضحة، وفقاً للتقرير، تعد انتهاكاً لهذه الأحكام.
  1. حظر خطاب الكراهية والتحريض على العنف
تنص اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية على أن التحريض العلني والمباشر على ارتكاب الإبادة الجماعية جريمة يعاقب عليها القانون. يعتبر خطاب الكراهية الطائفي، الذي انتشر عبر مكبرات الصوت ووسائل الإعلام، عاملاً محفزاً للعنف ويؤدي إلى مزيد من التصعيد الطائفي. يجب على الحكومة اتخاذ إجراءات فعالة لمنع انتشار هذا الخطاب وضمان عدم تحريض القوات العسكرية والفصائل المسلحة على العنف الطائفي. بناءً على القوانين والأعراف الدولية المذكورة، فإن الانتهاكات المرتكبة في الساحل السوري تستوجب تحقيقاً دولياً مستقلاً ومحاسبة المسؤولين عنها. يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات لضمان عدم الإفلات من العقاب، كما ينبغي على الحكومة السورية الجديدة تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في وقف هذه الفظائع ومنع تكرارها. إن محاسبة الجناة وفق القانون الدولي ليست فقط ضرورة لتحقيق العدالة، ولكنها أيضاً خطوة حيوية لمنع انهيار السلم الأهلي ومنع وقوع مزيد من الجرائم ضد المدنيين.  
توصيات
  • على الحكومة الحالية:
  • إعلان وقف الأعمال العسكرية العامة في منطقة الساحل واستبدالها باعتقال المسؤولين عن مهاجمة قوى الأمن والمدنيين وتقديمهم لمحاكمات عادلة.
  • تشكيل لجنة تحقيق مستقلة حول الانتهاكات ومحاسبة جادة لكل مرتكبيها ومن كل الأطراف، وحل أو دمج كامل لعناصر الفصائل غير المنضبطة حتى لا تصبح الانتهاكات نهجاً للجيش السوري الجديد.
  • ضمان حقوق الملكية والكرامة واحترام حقوق الإنسان خلال العمليات الأمنية واعتقال المطلوبين.
  • البدء بخطوات عاجلة لإعادة بناء الثقة بين المجتمعات والأطراف السياسية السورية والتخلي عن نهج اللون الواحد الذي طغا على مؤتمر النصر ومؤتمر الحوار الوطني، لتجنب انهيار الحكومة أو الانزلاق نحو تقسيم البلاد أو التدخل الخارجي.يمكنكم قراءة المادة كاملاً من الرابط هنا
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • تقارير
    • تقارير دورية
    • تقارير مواضيعية
    • شكاوى وإبلاغات
    • إحاطات
  • دراسات
    • دراسات حالة
    • دراسات تحليلية
    • دراسات قانونية
  • مرئيات
    • فيديو
    • صور
    • إنفوغرافيك
  • إبلاغات
  • أنشطة
  • من نحن
  • English